دعت الولايات المتحدة الأميركية الرئيس السوري بشار
الأسد السماح بانطلاق المحادثات السياسية مع المعارضة، مشيرة إلى أن النظام
يتعرض لضغط كبير. وفي حين أكد الائتلاف الوطني السوري المعارض أن أي حل
سياسي للأزمة لا يمكن أن يشمل الأسد وأركان نظامه، انتقد وزير الخارجية
الروسي الائتلاف قائلا إنه لا يملك خطة بنّاءة لحل الأزمة. فقد أكدت
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن النظام السوري
يتعرض لضغط كبير ويحارب على جبهات متعددة، وأضافت أنه يبدو أن المعارضة
السورية حققت تقدماً كبيراً هذا الأسبوع، فقد سيطرت على مطارات "في حين يرد
النظام بالقصف الجوي ولا يضرب المدنيين وحسب، بل ضرب بعض قواته مما يعكس
يأسه".
وإذ أشارت إلى القتال جنوب دمشق وشرقها، بالإضافة إلى سقوط مدن
عدة بيد المعارضة، قالت نولاند من الواضح أن نظام الأسد بات يتعرض لضغط
ملحوظ ويقاتل على جبهات متعددة. وسئلت إن كان لدى واشنطن انطباع بأن أيام
الأسد باتت معدودة ومن الممكن أن يسقط النظام السوري في أي وقت، فأجابت بأن
الأمر صعب جداً ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بشيء بشأنه. وأضافت أنه إذا كان
الأسد يهتم فعلاً بما هو الأفضل لبلاده، وإذا كان يهتم بما هو الأفضل لمن
هم في جانبه، فعليه أن يسمح ببدء المفاوضات السياسية.
وشددت على أن أميركا تنتظر لترى كيف تتطور الأمور، "وما نسعى
وراءه الآن هو استمرار تقوية ائتلاف المعارضة السوري لجهة ارتباطه المباشر
باللاعبين السياسيين والمجتمعات المحررة داخل سوريا، ومعاً يمكنهم المضي
بالعملية الانتقالية قدماً".
من جانبه أكد الائتلاف الوطني السوري المعارض أن أي حل سياسي
للأزمة لا يمكن أن يشمل الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه. ووفقا لبيان صدر
بعد اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف في القاهرة، فإن هذه الفئة يجب أن
تحاسب على ما اقترفت من جرائم. وفتح الائتلاف الباب أمام "الشرفاء" في
أجهزة الدولة والبعثيين والقوى السياسية التي لم تتورط في جرائم للانضمام
إلى الحل السياسي. ورأى الائتلاف أن هذه الشروط المطروحة تشكل، إضافة إلى
بنود أخرى، إطار الحل السياسي للنزاع السوري.
وطلب من أعضاء مجلس الأمن ولا سيما روسيا والولايات المتحدة أن
"تؤمن الرعاية الدولية المناسبة والضمانات الكافية لجعل هذه العملية ممكنة،
وتبني الاتفاق الذي يمكن أن ينتج عنها، عبر قرار ملزم في مجلس الأمن
الدولي". وطالب البيان روسيا بأن تثبت أنها غير متمسكة بالأسد من خلال ما
وصفها بخطوات عملية. وحذّر إيران من أن استمرار دعمها للأسد يحمل مخاطر
اندلاع صراع طائفي في المنطقة. وشدد على أن "باب الحل السياسي لن يفتح إلا
عبر تغيير موازين القوى على الأرض، بما يعني ذلك من إمداد الائتلاف وهيئة
الأركان العسكرية المشتركة بكل أسباب القوة".
من جانبه قال عضو المكتب السياسي للائتلاف وليد البني إنه لم
يتحدد موعد لزيارة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب إلى روسيا، موضحا أن المكتب
السياسي سيطرح مبادرة الخطيب للموافقة عليها من جانب أعضاء الائتلاف بكامل
أعضائه يوم الخميس.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المعارضة
السورية لم تبلور خطة بنّاءة لحل الأزمة ولا تقدم بديلاً سياسياً. وتوجه
لافروف إلى المعارضة بالقول "أنتم تكرهون النظام ولكن يجب أن يكون لديكم
أجندة لبلادكم وليس للنظام بل لشعبكم، أجندة تتضمن رؤيتكم السياسية لكيفية
الوصول إلى سوريا الجديدة".
وجدد القول إن روسيا لا تحمي الأسد وإنها لا تهتم بالشخصيات، بل
بمصير الشعب السوري، وأشار إلى أن الذين يشترطون رحيل الأسد قبل اتخاذ أي
خطوة "يجب أن يقبلوا المسؤولية عن المزيد من الضحايا السوريين لأن الحرب
سوف تستمر".
وبشأن الخطة التي طرحها الرئيس السوري في يناير/كانون الثاني
الماضي لحل الأزمة، قال لافروف إن هذه الأفكار "لم تكن على الأرجح" مرضية
للجميع، وطالب الأسد باقتراح بعض التحسينات على ما اقترحه، على الرغم من
إقراره بأن الخطة هي خطوة إلى الأمام لإنقاذ البلاد من الدمار الكامل ومن
التفكك.
وأوضح لافروف أن بلاده تمد سوريا بأنظمة دفاع جوي مخصصة لحماية
البلاد وليست موجهة للاعتداء على المواطنين، ونفى وجود عسكريين روس في
سوريا باستثناء بضع عشرات الأشخاص الموجودين في نقطة الإمداد والصيانة
التابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس، مشيراً إلى أن هذه نقطة توفير
خدمات الصيانة للسفن البحرية وليست قاعدة عسكرية.
المصدر: الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق