احتفل الليبيون بمناسبة
الذكرى الثانية لثورة السابع عشر من فبراير التي أطاحت بحكم معمر القذافي.
ومنذ ليل الخميس، بدأ الليبيون في مختلف المدن الليبية بالخروج في الشوارع
والساحات للاحتفال بهذه الذكرى.
وتزينت شوارع بنغازي بأعلام الاستقلال، فيما قام سائقو السيارات بتزيين سياراتهم احتفالا بعيد الثورة.
وفي بنغازي “شرارة الثورة”،
خرجت الخميس مسيرة راجلة حاملة “شعلة” من أمام مديرية الأمن ببنغازي شارك
فيها أسر الشهداء وعدد من الرياضيين القدامى، وقدموا خلال المسيرة عروضا
للدرجات النارية وخيول.
وشاركت وحدات من الجيش والشرطة
الأهالي بعيد الثورة، حيث خرج مسيرات للجيش والشرطة للاحتفال بذكرى الثورة
الثانية، والتي ستكون البداية الفعلية لها الأحد المقبل.
وتزامنت الاحتفالات مع اتخاذ
السلطات الليبية إجراءات أمنية مشددة لتأمين الاحتفالات، حيث شرعت وزارة
الداخلية في تطبيق خطتها الأمنية، لتأمين المدن الليبية الكبرى، وذلك من
خلال نشر دوريات مشتركة بين قوات الشرطة والجيش بجانب كتائب الثوار.
وتزينت سماء غالبية المدن
بالألعاب النارية وبدت الفرحة عارمة على وجوه الليبيين الذين خرجوا في
السابع عشر من فبراير 2011 في ثورة شعبية أطاحت بحكم القذافي الذي استمر
طيلة 42 عاماً.
إغلاق الحدود
وأعلنت ليبيا الإثنين، أنه سيتم إغلاق الحدود مع تونس ومصر لمدة خمسة أيام، كإجراء أمني قبل إحياء الذكرى السنوية للثورة.
وقال رئيس الحكومة الانتقالية، علي زيدان، “لن يُسمح لأحد بعبور الحدود الليبية مع مصر أو تونس، حتى 18 فبراير، كإجراء أمني”.
ولم تسجل الاحتفالات أية خروقات
أمنية في مختلف المدن الليبية التي خرجت غالبيتها للاحتفال بالذكرى
الثانية لثورة السابع عشر من فبراير.
احتفال رسمي
واحتفلت ليبيا رسميا، الأحد،
بالذكرى الثانية للثورة، وحضر الاحتفال الذي أقيم بساحة التحرير بمدينة
بنغازي رئيس المؤتمر الوطني العام، محمد المقريف، ونائب رئيس الحكومة، عوض
البرعصي، وعدد من أعضاء المؤتمر الوطني العام، والحكومة المؤقتة ورئيس
وأعضاء المجلس المحلي بمدينة بنغازي، وعدد من آمري السرايا والقادة
الميدانيين والثوار وأسر الشهداء والمفقودين في عدد من المدن.
وتوافد على بنغازي جماهير
كثيرة، وقامت طائرات سلاح الجو الليبي والطائرات العمودية بطلعات جوية على
ارتفاع منخفض فوق منصة الاحتفال ومختلف المدن الليبية محيية الشعب الليبي
بهذه الذكرى المجيدة، فيما كانت السفن والبواخر الراسية في ميناء بنغازي
البحري تطلق صفاراتها تعبيرا عن البهجة والفرح بالذكرى الثانية لثورة
فبراير.
وفي كلمة بالمناسبة، نبّه رئيس
المؤتمر الوطني العام، أن مسيرة الشعب الليبي نحو تحقيق أهداف ثورته
المباركة، تواجه العديد من المعوقات، منها على وجه الخصوص الفساد المالي
والإداري، والإعلام المظلل والمرتبط بالمال الفاسد.
وقال، خلال الاحتفال الكبير
بساحة الحرية في بنغازي، “لقد ورثنا عن العهد السابق، حالة إدمان على
الفساد في الإدارة، وفي التصرف في المال العام بل وفي كل شيء، الأمر الذي
بات شائعا بين الكثير من فئات وأفراد الشعب، وهو ما يحذونا للعمل وبعجلة
للقضاء على ظاهرتي الفقر، والبطالة، اللتين يجد فيهما البعض مبررا لما
يمارسونه من فساد. مشددا على ضرورة محاربة الفساد، بمجموعة من أساليب
التوعية، والتحفيز وسن القوانين الرادعة والصارمة، وتطبيقها على الجميع على
الكبير قبل الصغير.
ودعا، المقريف، إلى ضرورة أن
تكون لدينا مؤسسات حقيقة لمحاربة الفساد، تعمل على منع الفساد في الحاضر
والمستقبل، وكشف عن الفساد والمفسدين في الماضي.
الأمن مسؤولية الجميع
وأكد، المقريف، أن أمن البلاد
مسؤولية كل مواطن ومواطنة قبل الدولة. موضحاً أن هناك تكلفة مالية
واقتصادية باهظة تدفعها ليبيا بسبب الفوضى الأمنية التي تعيشها أبرزها عزوف
الشركات الاجنبية عن العودة إلى البلاد.
وشدد على ضرورة أن تنعم البلاد
بالأمن والاستقرار حتى تقام الديمقراطية الحقة ويتم تحقيق انجازات تنموية
وعمرانية تخدم أبناء ليبيا كافة.
وجه المقريف، الشكر والتحية
لهيئة الأمم المتحدة وأصدقاء ليبيا على دعمهم ومساندتهم لثورة شعبنا. وقال،
“نتطلع إلى أن نعزز شراكتنا معهم وفقا للأولويات والخصوصية الليبية
وبطريقة صحيحة تحترم سيادة الدولة الليبية”.
ودعا، شركاء ليبيا إلى المساهمة
في تحريك عاجلة الاقتصاد الليبي، وحث شركاتهم للمساهمة دون تردد في عملية
إعادة الإعمار والإنماء، والمشاركة في الرفع من مستوى أداء المؤسسات
المدنية والرسمية، ونقل التقنية الحديثة من أجل المساهمة في تحقيق حالة
الاستقرار والتنمية.
وشدد، المقريف، على عزم ليبيا
أن لا تكون مرتعاً أو مصدراً للإرهاب، مؤكدا التزام ليبيا لالتزاماتنا
الدولية السابقة شريطة خلوها من شبهة الفساد.
وقال، “إننا نتطلع إلى اليوم
الذي تستعيد فيه ليبيا كافة علاقاتها وتعود إلى عمقها الحضاري الذي يعتبر
ذخيرة هامة لليبيا حاضرها ومستقبلها”.
ودعا، المقريف، “ثوار 17
فبراير” أن يشمروا على سواعدهم القوية والمشاركة معاً في مسيرة بناء هذا
الوطن. وحذر من مظاهر الفوضى، والعمل على تعزيز الشرعية بجميع صورها حتى لا
يتم هدم ما تم بناءه وما حققته ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة.
وقال،”إني من هذا المنبر أنادي
عليكم جميعاً كل من موقعه أن أصدقوا القول بالعمل ولنتذكر جميعاً قول الله
تعالى: ” أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “، ولنتذكر أن
الله -سبحانه وتعالى- قد أودع في أعماق كل واحد منا رجل وامرأة, شاباً أو
عجوزاً, طفلاً أو طفلة، أودع فينا قدرة أدبية ولا متناهية على العمل, وعلى
الإنتاج, وعلى الإبداع, وعلى الإبتكار.
دعوة لنبذ العنف والتطرف
وأكد رئيس المؤتمر الوطني
العام، على ضرورة نبذ العنف والتطرف والنعرات العنصرية والجهوية
والانفصالية والتمسك والمحافظة على الوحدة الوطنية.
وأكد، محمد المقريف، التزام
المؤتمر بالمواعيد التي حددها الاعلان الدستوري المؤقت. موقراً في الوقت
نفسه، بوجود أوجه قصور في أداء المؤتمر معللا ذلك بالتجربة الجديدة، ونقص
الخبرة لدى معظم الاعضاء. مشددا على عزم المؤتمر على السير قدما في القيام
بمسئولياته على أفضل وجه، مستفيدا من تجربة الاشهر الماضية، واخطائه،
واستكمال كافة الترتيبات المتعلقة بوضع قانون الانتخابات، ومراجعة قانون
المفوضية العليا للانتخابات، وإعادة تشكيل المفوضية، وكذلك اعداد المقر
المناسب، واللائق لعمل الهيئة التأسيسية لمشروع الدستور الليبي معبرا عن
تطلعات كافة مكونات الشعب الليبي دون استثناء.
وعبر عن تطلع المؤتمر، أن يقدم
هذا المشروع الحل الجذري، والدستوري لمسألة المركزية، وأن يضمن التوزيع
العادل لثروات ليبيا على جميع مناطقها ومواطنها.
وأكد أن المؤتمر، حرص خلال
الأشهر الماضية على التعاون والتنسيق مع الحكومة المؤقتة من أجل تمكينها من
أداء واجباتها التنفيذية على أفضل وأسرع وقت. مضيفا أن المؤتمر سيعمل
حثيثا على إصدار التشريعات التي يراء وجود حاجة إليها خلال هذه الحقبة وعلى
سبيل المثال قانون العزل السياسي وقانون النظام القضائي وقانون مؤسسات
المجتمع المدني والتشريعات الأخرى المتعلقة بمعالجة الاوضاع الاجتماعية
والاقتصادية المتعلقة بمعيشة المواطنين وأمنهم.
وأضاف، “أتمنى في هذا اليوم
المبارك لو أنه كان بمقدوري أن أشد على يد كل ثائر شارك في هذه الثورة، أو
قدم لها زفرات من روحه أو نزق من جسده وأطرافه أو قطرات من دمائه أو قضى
لحظات من عمره أسيراً أو سجيناً، كما أتمنى أيضاً أن أنحني أمام كل حرة
دفعت بزوجها أو أخيها أو أبيها أو فلذة كبدها إلى الانضمام إلى مواطن
الثوار والشهداء، كما أنحني أمام كل حرة كانت هدفا باعتداء زبانية القذافي…
إننا بعون الله يا ليبيا لن نخذلك”.
من جهته، أكد نائب رئيس الحكومة
المؤقتة، عوض البرعصي، أن الاحتفالات التي شهدتها مختلف المدن، والقرى،
والأحياء في ليبيا، لم توجه بإقامتها لا الحكومة ولا المؤتمر، بل جاءت بفعل
مشاعر الحب والعشق ، لهذا الوطن العظيم.
وجدد، البرعصي، عزم الحكومة
الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة، وتنفيذ الخطط والبرامج التي وعدت بها،
مؤكدا بالقول، “إنه لا مكان بعد اليوم في ليبيا للظلم أو التعدي على حقوق
الآخرين، بل ستكون ليبيا وطنا يسع الجميع تصان فيه حقوق الإنسان ويبجل فيه
الصغير ، وتكون فيه المرأة شريكا لأخيها الرجل في البذل والعطاء”.
بناء جيش قوي
ومن جهته، تعهد وزير الدفاع، محمد محمود البرغثي، بالسعي لبناء جيش قوي يحمي الوطن، والمواطن، ويدافع عن حدود ليبيا.
وحيا، البرغثي، في كلمته خلال الاحتفال، أسر الشهداء والثوار الأبطال الأحياء الذين قاتلوا كتائب الطاغية، وحققوا النصر.
وتوجه وزير الدفاع، بالتحية
لمدينة بنغازي وأهلها. وقال، “تحية بهذه المناسبة السعيدة ، إلى الذين
تحركوا من بنغازي – مدينة الأبطال – وواجهوا رصاص الطاغية بصدور عارية.
ودعا، بالمناسبة، أهالي المدينة
إلى الإخلاص لدماء الشهداء ولممارسة الحرية، والتعبير عن آرائهم بحرية،
وانتقاد كل السلبيات لنصلح من أحوالنا، لأن العالم حسب قوله يراقبنا،
وينتظر منا الكثير.
احتفالات شعبية
وخرج، الليبيون في أغلب المدن
للاحتفال بهذه المناسبة، وفي مزدة ونسمة والشقيقة، خرج الأهالي، في مسيرات
حاشدة للتعبير عن فرحتهم بالذكرى الثانية لثورة السابع عشر من فبراير
المجيدة، وجابت المسيرات شوارع مزدة تعبيرا عن فرحتهم بانتصار الثورة،
وصاحبت هذه الاحتفالات إطلاق الألعاب النارية.
وازدانت الشوارع والأحياء
السكنية بمدينة مزدة ونسمة والشقيقة بالأنوار والأعلام الوطنية، وعبر
الاهالى عن فرحتهم بهذه الثورة المباركة وهم يكبرون ويحمدون الله على نصرة
الحق بانتصار ثورة التكبير.
وأقام أهالى منطقة جابر بن حيان
بعين زارة الجنوبي احتفالية بمناسبة الذكرى الثانية للثورة، وتجمع أهالي
المنطقة بمكان الاحتفالية بشارع ” الشهداء 1275 “، رافعين أعلام الاستقلال،
ومرددين الشعارات والهتافات المعبرة عن الفخر والاعتزاز بالثورة المجيدة.
وقرأ المشاركون، فاتحة الكتاب، ترحما على أرواح شهداء ثورة 17 من فبراير،
وعزف نشيد ” يابلادي .. يا بلادي .. بجهادي وجلادي “.
وتخلل الاحتفالية ، إلقاء
الكلمات التي عبرت عن الفرح ، والابتهاج بهذا الانتصار وهنأت الكلمات أبناء
ليبيا بانتصار الثورة. كما شهدت الاحتفالية تقديم الأغاني والأناشيد
الوطنية والأهازيج وسط مشاعر وفرحة غامرة تعالت فيها الهتافات، والتغني
بثورة 17 فبراير التي أعادت لهم حريتهم وكرامتهم وإنسانيتهم التي سلبها
منهم نظام المقبور على مدى أربعة عقود متواصلة.
وفي ميدان الشهداء بمدينة
طرابلس أوقدت “الشعلة” إيذاناً بوصول الاحتفالات بالذكرى الثانية لثورة
السابع عشر من فبراير ذروتها في كل المدن والقرى والأحياء في ليبيا التي
كانت قد انطلقت الأسبوع الماضي.
وتدفق الحشود بالآلاف من أبناء
الشعب الليبي على الميادين والساحات وهم يحملون الإعلام الوطنية فيما توقفت
حركة السير في الشوارع التي اكتظت بالسيارات التي تقل العائلات متوجهة إلى
الميادين والساحات للالتحام بالحشود المتواجدة فيها منذ منتصف نهار اليوم
السبت. وقد أطلقت في سماء الميادين والساحات الألعاب النارية فيما كانت
السفن الراسية في الموانئ تطلق صفاراتها تعبيراً عن الفرح والابتهاج بهذه
المناسبة العظيمة.
وقامت طائرات سلاح الجو الليبي
والطائرات العمودية بطلعات جوية فيما ازدانت سماء الاحتفالات بالمناطيد
المضيئة التي أطلقها المحتفلون من الرجال والنساء والأطفال.
وتقام الاحتفالات في كل المدن
والقرى الليبية فيما يقف الثوار الأشاوس ورجال الشرطة والجيش الليبي في
شموخ وكبرياء لحماية الوطن الغالي من المتربصين الذي يحاولون تعكير صفو هذه
الاحتفالات التي ترفرف عليها أرواح شهداء ثورة السابع عشر من فبراير الذي
عبدوا طريق الحرية بدمائهم الزكية الطاهرة .
قورينا الجديدة
تقرير- سعيد الصيد
تصوير- محمد الرياني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق