السبت، 16 فبراير 2013

#بنغازي تؤجل مظاهراتها وتحتفل بذكرى #الثورة

مع بروز مخاوف الليبيين من الجدل الدائر بين مؤيدين ومعارضين لاحتجاجات "تصحيح المسار"، عاشت بنغازي الجمعة مشاعر مختلطة بين الاحتفال بذكرى الثورة والخشية على ضياع مكتسباتها.
وتحولت شوارع وميادين المدينة إلى مهرجان كبير، حيث انتشرت أعلام الاستقلال والبالونات على المنازل والسيارات والطرقات، وارتفعت في سماء بنغازي أصوات التكبير والتهليل طوال اليوم.
كما انتشرت بشكل غير مسبوق قوى الأمن وكتائب الثوار، حتى قال البعض إن بنغازي تحولت إلى غابة سلاح، بينما ظهرت العديد من المجموعات المسلحة التي قالت عنها مصادر أمنية إنها جزء من خطة أمنية لتأمين الاحتفالات والمواطنين.
تصحيح المسار
وبدأت الاحتفالات عند مقر مديرية أمن بنغازي، وهو المكان الذي انطلقت منه شرارة ثورة 17 فبراير/شباط 2011، حين قام الأمن الداخلي في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي باعتقال الناطق الرسمي باسم أهالي ضحايا سجن بوسليم ليتحول المشهد إلى مظاهرات عارمة تطالب بإسقاط النظام.
وهتف الواقفون على طول الطريق الرئيسي بحياة الثوار والشهداء ومدينة بنغازي، ورددوا هتافات تؤكد أن بنغازي ما زالت "شرارة" الثورة التي انتهت بإسقاط نظام القذافي في 20 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام.

وزينت الأعلام بألوان الأحمر والأسود والأخضر المكان، كما زينت مصابيح الإضاءة وأعلام الثورة مختلف شوارع بنغازي الرئيسية والفرعية، وأطلقت السيارات الأناشيد الحماسية "سوف نبقى هنا" و"فوق المنارة أذن المختار" و"يا دم الشهداء" للمنشد عادل المشيطي.
وقال عبد الحفيظ غوقة النائب السابق لرئيس المجلس الانتقالي إنه كان يتوقع من بنغازي الخروج بهذا المظهر، وأكد أنها ضربت المثل بالاحتفال في الذكرى الثانية للثورة.
وعبر عن سعادته بالثوار الذين سماهم حماة الأحياء الشعبية، مستبعدا في الوقت نفسه خطورة انتشار السلاح بهذا الاتساع، ومؤكدا أنه في أيد آمنة.
من جانبها عبرت الحقوقية سلوى بوقيعقيص عن فرحتها بذكرى الثورة، لكنها قالت إنها مع "تصحيح المسار" والضغط على الحكومة والمؤتمر لتحقيق مطالب الشارع.
وأكدت أن من حق الشعب الابتهاج بذكرى الثورة، مشيرة إلى اعتقادها بأن الشعب يريد العبور إلى توطيد دعائم الدولة.
في السياق قال الصحفي عيسى عبد القيوم إنه كان يأمل أن يرى احتجاجات "تصحيح المسار" يوم الجمعة، وأن تنطلق الاحتفالات بعد يومين قائلا إن التعجيل بالاحتفالات "تغطية على أمر سياسي".
وقال إن الاحتفال المبكر يضعنا أمام سؤال محير، مؤكدا أنه كان بالإمكان أن تحتضن بنغازي يوم المطالبة بالحقوق، وأن تؤجل الاحتفال إلى يوم آخر.
 بنغازي آمنة
أما الناشطة السياسية مبروكة جبريل فتحدثت عن خشية المواطنين مما تردد عن خروج مسلحين في هذا اليوم، مؤكدة أن كثيرا من العائلات رفضت ذهاب أطفالهم إلى المدارس الخميس.
لكن جبريل أوضحت أن بنغازي آمنة بدليل انتشار المظاهر العسكرية، رافضة القول إن المجموعات المسلحة المنتشرة هي "مليشيات"، بل فضلت تسميتهم بـ"ثوار ليبيا".
ووسط هذا الجدل، احتفلت بنغازي الجمعة بدلا من تنفيذ الاحتجاجات التي تطالب برجوع المؤسسات "المسلوبة" في العهد السابق، لكن الإعلامي فراس بوسلوم أكد أن الحركة الاحتجاجية "لن تنسى مطالبها".
وفي الأيام الأخيرة رفعت مؤسسات مدنية وسياسية وحقوقية إلى المؤتمر الوطني عدة مطالب، من بينها تفعيل المادة 188 من دستور عام 1951 الذي يقول إن ليبيا بها عاصمتان هما طرابلس وبنغازي، والتعجيل بإرجاع مؤسسات النفط والطيران إلى بنغازي، وتحسين أوضاع سكانها.
وأكد بوسلوم أن تأجيل المطالب جاء لإخماد "الفتنة" وكي لا يقع اللوم على منظمي المظاهرات خشية اتهامهم بنشر الفتنة بين الليبيين.
 islamweb.net

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق