الاثنين، 11 فبراير 2013

التشدد الإسلامي يهدد الأقلية المسيحية في #ليبيا

طرابلس- "لا يمر يوم بدون أن تتعرض المدافن للتخريب" هذا ما يؤكده باسى دلماسو برونو حارس المقبرة الايطالية في طرابلس ليكشف بذلك عن تزايد مخاوف المسيحيين في ليبيا أمام زحف التشدد الإسلامي.

وقال هذا الحارس "أخرجت بقايا عظام بشرية من القبور وبعثرت في المقبرة" الواقعة بوسط طرابلس.

وأضاف: "إن السلطات الليبية جاءت لتلتقط صورا ووعدت بإجراءات. لكن لم يحدث أي شيء".

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 تعبر الاقلية المسيحية في ليبيا عن مخاوفها ازاء تنامي التطرف الإسلامي وعلى الأخص بعد هجوم استهدف أواخر كانون الأول/ديسمبر كنيسة قرب مصراتة الواقعة على بعد مئتي كيلومتر إلى شرق طرابلس، وأدى إلى سقوط قتيلين من الاقباط المصريين.

لكن بالرغم من هذه المخاوف يتوافد عشرات الأشخاص معظمهم من الفيليبينيين والهنود والأفارقة، كل أسبوع لحضور القداس الذي يقام في كنيسة القديس فرنسوا الكاثوليكية القريبة من وسط طرابلس حيث يصلون من أجل "أن تستعيد ليبيا أمنها واستقرارها".

وقال الأب دومينيك ريزو "انظروا لا يوجد أي تدبير أمني خارج الكنيسة والمؤمنون يتنقلون بحرية".

وأضاف: "لكنها ليست هي الحال في برقة "شرق" حيث تمارس ضغوط على المسيحيين خصوصا الراهبات اللواتي أرغمن على ترك رهبانيتهن "..." في شرق البلاد".

وأكد أن رهبانية العائلة المقدسة الموجودة في درنة شرق بنغازي منذ حوالي مئة عام اضطرت إلى مغادرة المدينة، مضيفا أن كاهنا بولنديا تعرض لسوء المعاملة هناك من طرف أصوليين.

وأسف الكاهن لأنه "بعد أن كانت البلاد تعد مئة ألف مسيحي قبل الثورة "في 2011 التي أطاحت نظام القذافي" لم يبق منهم سوى بضعة آلاف".

لكن السفير البابوي المونسنيور جوفاني اينوسنزو مارتينيلي أكد مع ذلك أن الكنيسة "ما زالت مفتوحة" في بنغازي مهد الثورة والتي تشهد اضطرابا في شرق ليبيا بالرغم من "مناخ شديد التوتر" و"وضع حرج" يؤثر على المسيحيين.

وحذر ممثل الكرسي الرسولي مؤخرا من المد الّأصولي الإسلامي الذي "يؤثر على القرارات" بصورة غير مباشرة، ما يضعف الوجود المسيحي في البلاد.

وكان المسيحيون بكل طوائفهم يشكلون أقل من 3% من سكان ليبيا البالغ عددهم 6,3 ملايين في هذا البلد المسلم. وجميعهم تقريبا من الأجانب الذي جاء قسم كبير منهم من مصر حيث يعتبر الاقباط أكبر أقلية دينية.

وبعد القداس تجري نقاشات بين المؤمنين وسط ضوضاء وخليط من اللغات فيما تعرض نيجيريات يرتدين لباسهن التقليدي على طاولات خشبية منتجات غريبة وتقليدية.

وعبر أحد المصلين ويدعى انطوني امسترونغ عن أسفه لـ"العنف وانعدام الأمن". وأسف أيضا لأن "كل التضحيات والثمن الذي دفعه الليبيون لم يوفرا الاستقرار لهذا البلد".

وقال فتسينغ جيسكار "30 عاما" وهو مواطن كاميروني مقيم في ليبيا منذ ثلاث سنوات "إن مشكلة انعدام الأمن تشمل الجميع".

وأضاف "أن الأفارقة يواجهون مزيدا من المشاكل لأنهم أفارقة في وضع غير قانوني وبعضهم لا يحمل أوراق ثبوتية".

وأكد هذا العامل الكهربائي "أن الليبيين يتهمونهم بأنهم مرتزقة وبأنهم حاربوا إلى جانب قوات القذافي، لذلك يجري توقيفهم بشكل منتظم".
اخبار ليبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق