ترجمة – لينة الشريف:
تحدث الصحفي الأسترالي «ادم
تيرنر » عن لقاء الرئيس محمد مرسي الذي يرى أنه من المفترض أن يكون
إسلاميًا «معتدلا» بالرئيس الإيراني «محمود أحمدي نجاد» الذي وصفه بأنه
معادي للسامية والمبيد للأجناس، مشيرًا إلى ما أذيع عن إجرائهما لنقاش
حميمي، معتقدًا بسخرية أنه إلى جانب مناقشة القضايا الرسمية تحدثا عن
مواقفهم المشتركة المعادية للسامية، موضحًا أن «نجاد» معروف عنه كراهيته
لليهود، بالإضافة إلى تعصب «مرسي»، مستشهدًا بوصفه لليهود بأنهم أحفاد
القردة والخنازير في 2010 م.
ويقول « تيرنر » في مقالته
بمجلة « فرونت بيج » الأمريكية أن الرئيسين لديهما أيضًا قواسم مشتركة
فكلاهما يقودان أنظمة متطرفة ديكتاتورية ومعادية لأمريكا، فكما تفعل
الحكومة الإيرانية منذ 1979 يستمر « مرسي » والإخوان المسلمين في قمع
المظاهرات المؤيدة للديمقراطية واضطهاد الشخصيات الإعلامية المستقلة.
ويرى الصحفي أنه من المؤسف أن
هذا السلوك السلبي من قبل القيادة المصرية لا يشكل أهمية للحكومة
الأمريكية، فبالسؤال عن التدفق الثابت للمعونة الأمريكية يردد نخب السياسة
الخارجية الردود ذاتها وهي أن مصر عملاق العالم العربي وسيكون من غير
المنطقي وغير الحكيم لأمريكا بالسماح بأن تصبح دولة شرسة أو تنهار كدولة
فاشلة لذلك فمن المحكمة استمرار المعونة مهما كانت أفعال الحكومة التي
يقودها الإسلاميين.
ويؤكد « تيرنر » أن هذه الحكمة
غير صحيحة لأن مصر تحت حكم الإخوان دولة شرسة ومضمون بنسبة كبيرة أن تصبح
دولة فاشلة، مشيرًا إلى أن الإخوان قاموا بإنتاج حركة « حماس » في غزة التي
وصفها «بالمنظمة الإرهابية»، مشددًا على أن الإخوان وحماس مقربان للدرجة
التي يعتقد أن آلاف من محاربي حماس أرسلوا إلى مصر لمساعدة «مرسي» في حماية
نظامه عن طريق سحق المتظاهرين الديمقراطيين.
ويوضح الصحفي أن الفشل
الاقتصادي القادم ليس واضحًا تمامًا ربما بسبب التمني الغربي ولكن مصر
تحتاج لأكثر من 22 مليار دولار سنويًا لتلبية احتياجاتها الأساسية، ومن هنا
يظهر السؤال : هل أمريكا أو العالم مستعد لتقديم هذا المبلغ لدعم نظام
«مرسي» الإسلامي.
ويقول «تيرنر» أن البعض ربما
يعتقد أن الدول الخليجية وأوروبا سوف يقوموا بدفع بعض المعونة ولكن حتى
الآن دفعت السعودية وقطر 9 مليار دولار فقط وربما لا تكون الرياض مستعدة
لتقديم هذا المال لحكومة يهيمن عليها الإخوان، أما أوروبا فتعاني من وضع
اقتصادي صعب هذه الأيام، ومن ثم يبقى الأمر على أمريكا والمنظمات الدولية
المتعددة.
ويتساءل الصحفي عن أسباب إعلام
المصريين بأن مصر أكبر من أن تفشل، مؤكدًا أنهم إذا علموا مدى أهميتها
لأمريكا فسوف يفعلوا ما يشاءون حتى لو كان ذلك ضد المصالح الأمريكية، ومن
ثم فواشنطن عليها أن تدعي أنها سوف توقف الأموال حتى لو لن تقم بوقفها
أبدًا، وذلك عن طريق إلحاق شروط بالمعونة ثم التنازل عنها.
يلقي « تيرنر » الضوء أيضًا على
المعونة العسكرية الأمريكية المقدمة لمصر، مشيرًا أن القاهرة تحتاج جيشًا
قويًا لقمع الشعب أو الدخول في حرب ضد إسرائيل حليفة أمريكا أو قهر أو
ترهيب الدول المجاورة الأخرى مثل ليبيا، السودان، الأردن .. إلخ « وجميع
هذه الأفعال ليست في مصلحة أمريكا القومية. »
يضيف الصحفي أن السبب الأكثر
شيوعًا لأسباب تقديم المعونة للجيش المصري كان هو أن الجيش يعد أو سيكون
ثقلا مقابلا للإخوان ولكن يتساءل هل يعد هذا السبب جيدًا بعد أن قام « مرسي
» بتعيين وزير الدفاع الجديد وأن القوات المسلحة أظهروا عدم رغبتهم في
المشاركة السياسية، بالإضافة إلى أن العديد من الضباط الآن مواليين للإخوان
والسلفيين، مؤكدًا « لا يظهر أن مرسي والإخوان قلقين من معارضة الجيش لهم.
»
في النهاية يختتم « ترينر »
مقالته بأن الرئيس « مرسي » إسلامي وحزبه إسلامي أيضًا، ويقومان بإدارة
نظام غير ديمقراطي ومناهض لحقوق الإنسان ومعادي لأمريكا وللسامية
والمسيحية، وفي الوقت ذاته « في حاجة إلى مساعدتنا الاقتصادية من أجل
البقاء» ، لذلك يرى الصحفي أهمية إخبارهم إما أن يقوموا بتغير أساليبهم أو
وقف ركوب دولتهم على قطار الولايات المتحدة.
محيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق