الاثنين، 25 فبراير 2013

#ليبيا بلد المليشيات تكابد لبناء جيشها

قالت صحيفة أميركية إن الحكومة الليبية تسعى جاهدة لبناء جيش محترف وفعال ليحل محل المليشيات العديدة المنتشرة في شوارع البلاد.
ورأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الإلكترونية أن هذه المليشيات تؤدي واجبها بصورة جيدة مما يجعل من تعويضها بجيش ناشئ غير متمرس أمراً صعباً.
وأضافت أن تصريحات كبار القادة الليبيين توحي بأن ثمة خلافاً بسيطا بينهم بشأن حاجة البلاد الماسة لجيش فعال يكفل انتقالا سلمياً وانفصالا سلساً عن الإرث الذي خلَّفه القذافي متمثلا في جيش ضعيف بدا قزما أمام الألوية القوية التي شكلها أبناؤه. ولم تكن الإرادة السياسية وحدها كافية للقيام بإصلاحات جادة.
ولعل حالة العجز التي كان عليها الجيش، الذي بالكاد كان قائما، بعد سنتين من انتفاضة الشعب الليبي ضد العقيد معمر القذافي تُعد مثالا لإخفاق الحكومة الانتقالية في الشروع في تطوير مؤسسات توجه مسار ليبيا نحو إرساء دولة ديمقراطية.
على أن العقبات التي تحول دون بناء جيش تعكس حجم الصراعات العريضة التي تواجه ليبيا في سعيها لتحديد هويتها الوطنية بعد 42 عاما من نظام قام على نزوات رجل واحد.
وقد أسندت السلطات الليبية طوال العام الماضي إلى الثوار، الذين أطاحوا بالقذافي، مسؤولية الحفاظ على الأمن في كل أنحاء البلاد، في حين أرجأت مهمة إنشاء جيش وقوات شرطة جديدين.
ولا وجود لقيادة مركزية قوية تشرف على سلوك آلاف المليشيات المحلية التي تضطلع بالمهام الأمنية، بل إن العديد منها ظلت متماسكة وتواصل عملها ولو خارج نطاق القانون.
وتقول الصحيفة الأميركية إن "الشرعية الثورية" التي اكتسبتها المليشيات المحلية تفوق كثيرا ما كان يتمتع به قادة الجيش في عهد القذافي.
ويواجه رئيس أركان القوات المسلحة يوسف المنقوش معارضة من أعضاء المؤتمر الوطني العام لفشله في تحقيق إنجاز سريع رغم أن الحكومة الليبية هي التي عينته في هذا المنصب أوائل العام المنصرم.
ويقول محللون إن المنقوش يسعى وهو يواجه مهمة إعادة بناء الجيش إلى التصدي لمطالب قادة المليشيات الأقوياء، الذين لا يرغب الكثيرون منهم في التخلي عن سلطاتهم له.
ويعتبر الواقع الراهن مثالا ساطعا لغياب وحدة الهدف عندما يتعلق الأمر بإدارة البلاد التي تعج بالسلاح والمليشيات غير المتلهفة للعودة إلى الحياة المدنية.
الجزيرة.نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق