- كرستوفر شيفيز – «كرستان ساينس مونيتور» - في خمسة عشر شهرا منذ أن أنهى
حلف الناتو تدخله في ليبيا، أُنجز الشيء القليل للحفاظ على مكاسب الحرب
التي حُصلت بصعوبة، ووجهت الميول إلى الاتجاه الخاطئ. حان الآن وقت العودة،
خشية من أن تخرج فترة الانتقال ما بعد الحرب في ليبيا عن الدرب. الآن،
وفيما يحتفل الليبيون بالذكرى الثانية للبدء بالثورة التي أطاحت بمعمر
القذافي، الأوضاع الأمنية هنا سيئة وستصبح أسوأ. فهناك عنف في الجنوب،
وتدخل المدن الرئيسة في حروب مع بعضها البعض كتصفية حسابات سابقة، ويشن
المتشددون الإسلاميون غارات في المنطقة الشرقية من برقة. ومعدل الجريمة في
أرتفاع. والشارع في عهد ما بعد الثورة مسلح ويعمه الاضطراب.
الحكومة المنتخبة غير منظمة بشكل كبير وليس لديها قوات أمنية يمكن الاعتماد عليها لمواجهة هذه المشاكل. كما أنها تتعثر كلما حاولت إنجاز مهام بناء الدولة، والوقت ينفذ.
المليشيات الإسلامية، التي لا تمثل أغلبية السكان، تستفيد من الوضع بزيادة قوتها في الشرق. يمكن للعنف والجريمة أن ينتشرا بسهولة. حينها قد يتآكل الاستقرار وتختفي المكاسب التي حصل عليها من التدخل في عام 2011.
بشكل واضح، إن آخر ما تحتاج إليه ليبيا هو احتلال على شاكلة احتلال العراق من قبل قوى خارجية. فقد يكون ذلك أمرا غير ضروري وغير مفيد، والذي لم يذكر بعد عدم الواقعية نظرا للوضع الحالي في واشنطن وغيرها من عواصم دول حلف الناتو.
لكن مهمة تدريبية على نطاق صغير لمساعدة الحكومة الليبية على بناء قوات يمكن الاعتماد عليها والتي تكون مسؤولة عن القيادة المنتخبة للبلاد ستقدم الشيء الكثير لمساعدة الدولة الليبية على السيطرة على أراضيها. كما أنها أيضا تبرهن على الالتزام الغربي المستمر وتساعد على زيادة دعم الولايات المتحدة المالي للحكومة الليبية، الذي هو الآن قريب من الصفر.
قد تبدأ مهمة التدريب على نطاق صغير نسبيا. ويجب أن تكون البصمة واضحة وكبيرة بشكل كاف لتكون ذات معنى بالنسبة للحكومة الليبية ولحماية نفسها من أي تهديدات. وبطريقة مثالية، قد يكون ذلك مهمة حلف الناتو، نظرا لدور الناتو في تخليص ليبيا من الفذافي. وقد تكون أيضا مهمة الولايات المتحدة إذا كان حلف الناتو يفتقد للرغبة بأن يشترك.
يخطط الاتحاد الأوروبي إرسال مدربين هذا الصيف لدعم جهود أمن الحدود. على الولايات المتحدة أن تركز على سياسة تدريب فعالة وجيش للحكومة المركزية. يجب أن يكون الهدف تأسيس قوة نفوذ تكون تحت سيطرة الحكومة. برواتب ومعدات يجب أن تكون أفضل من الألوية الموجودة. ويجب قبول أفراد –وليس مجموعات كاملة- في هذه القوات.
عادة ما يسمع المرء أن الليبيين لن يسمحوا بوجود القوات الأجنبية في موطنهم. في طرابلس، وجدت الأمر مختلفا. في الوقت الذي يتفاخر فبه الليبيون و ويفكرون بشكوك حيال نوايا الأجانب في بلادهم، فإن قلقهم الأساسي هو ألا تتكرر تجربة العراق.
الجدال الآخر بشأن عدم مساعدة ليبيا هو أن البلد غني ويجب أن ينفق على نفسه. وهذا الأمر صحيحا بشكل عام. في النهاية يجب أن يُتوقع من ليبيا أن تنفق على إعادة بناء نفسها.
لكن السماح للتكاليف المالية أن تعوق الجهود لحفظ الاستقرار في البلد الآن قد يكون ذكاء في الأمور البسيطة إنما غباء في الأمور المهمة. فالحكومة الليبية الحالية غير منظمة بشكل كبير ومتحيرة بتعويض الناتو عن تكلفة مثل هذه المهمة في الوقت الحالي. إذا تدهور الأمن في ليبيا أكثر، سيكون الثمن غاليا جدا على جميع الأطراف.
كان المؤتمر الذي عقد في باريس في الثاني عشر من شهر شباط بهدف إحياء نهج البصمة الواضحة الذي تبنته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد الحرب. وكانت فرنسا قد أعادت التأكيد على نواياها بدعم نشر الخبراء الأوروبيين لمساعدة ليبيا بجعل وضعها الأمني تحت السيطرة. لكن عندما يبقى وصول تلك المساعدة غير أكيد، وفي الوقت الذي يكون مرحبا به، من غير الحتمل أن يكون هذا الأمر كافيا.
نهج البصمة الواضحة يبدو منطقيا ولايزال يجدي نفعا. لكن ما يظهر الآن، بشكل خاص في أعقاب هجمات بنغازي، لا يبدو شبيه بنهج البصمة.
حان الوقت الآن لأن تتولى الولايات المتحدة القيادة لتنسيق ترتيب جديد متواضع لمستقبل ليبيا الأمني.
الحكومة المنتخبة غير منظمة بشكل كبير وليس لديها قوات أمنية يمكن الاعتماد عليها لمواجهة هذه المشاكل. كما أنها تتعثر كلما حاولت إنجاز مهام بناء الدولة، والوقت ينفذ.
المليشيات الإسلامية، التي لا تمثل أغلبية السكان، تستفيد من الوضع بزيادة قوتها في الشرق. يمكن للعنف والجريمة أن ينتشرا بسهولة. حينها قد يتآكل الاستقرار وتختفي المكاسب التي حصل عليها من التدخل في عام 2011.
بشكل واضح، إن آخر ما تحتاج إليه ليبيا هو احتلال على شاكلة احتلال العراق من قبل قوى خارجية. فقد يكون ذلك أمرا غير ضروري وغير مفيد، والذي لم يذكر بعد عدم الواقعية نظرا للوضع الحالي في واشنطن وغيرها من عواصم دول حلف الناتو.
لكن مهمة تدريبية على نطاق صغير لمساعدة الحكومة الليبية على بناء قوات يمكن الاعتماد عليها والتي تكون مسؤولة عن القيادة المنتخبة للبلاد ستقدم الشيء الكثير لمساعدة الدولة الليبية على السيطرة على أراضيها. كما أنها أيضا تبرهن على الالتزام الغربي المستمر وتساعد على زيادة دعم الولايات المتحدة المالي للحكومة الليبية، الذي هو الآن قريب من الصفر.
قد تبدأ مهمة التدريب على نطاق صغير نسبيا. ويجب أن تكون البصمة واضحة وكبيرة بشكل كاف لتكون ذات معنى بالنسبة للحكومة الليبية ولحماية نفسها من أي تهديدات. وبطريقة مثالية، قد يكون ذلك مهمة حلف الناتو، نظرا لدور الناتو في تخليص ليبيا من الفذافي. وقد تكون أيضا مهمة الولايات المتحدة إذا كان حلف الناتو يفتقد للرغبة بأن يشترك.
يخطط الاتحاد الأوروبي إرسال مدربين هذا الصيف لدعم جهود أمن الحدود. على الولايات المتحدة أن تركز على سياسة تدريب فعالة وجيش للحكومة المركزية. يجب أن يكون الهدف تأسيس قوة نفوذ تكون تحت سيطرة الحكومة. برواتب ومعدات يجب أن تكون أفضل من الألوية الموجودة. ويجب قبول أفراد –وليس مجموعات كاملة- في هذه القوات.
عادة ما يسمع المرء أن الليبيين لن يسمحوا بوجود القوات الأجنبية في موطنهم. في طرابلس، وجدت الأمر مختلفا. في الوقت الذي يتفاخر فبه الليبيون و ويفكرون بشكوك حيال نوايا الأجانب في بلادهم، فإن قلقهم الأساسي هو ألا تتكرر تجربة العراق.
الجدال الآخر بشأن عدم مساعدة ليبيا هو أن البلد غني ويجب أن ينفق على نفسه. وهذا الأمر صحيحا بشكل عام. في النهاية يجب أن يُتوقع من ليبيا أن تنفق على إعادة بناء نفسها.
لكن السماح للتكاليف المالية أن تعوق الجهود لحفظ الاستقرار في البلد الآن قد يكون ذكاء في الأمور البسيطة إنما غباء في الأمور المهمة. فالحكومة الليبية الحالية غير منظمة بشكل كبير ومتحيرة بتعويض الناتو عن تكلفة مثل هذه المهمة في الوقت الحالي. إذا تدهور الأمن في ليبيا أكثر، سيكون الثمن غاليا جدا على جميع الأطراف.
كان المؤتمر الذي عقد في باريس في الثاني عشر من شهر شباط بهدف إحياء نهج البصمة الواضحة الذي تبنته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد الحرب. وكانت فرنسا قد أعادت التأكيد على نواياها بدعم نشر الخبراء الأوروبيين لمساعدة ليبيا بجعل وضعها الأمني تحت السيطرة. لكن عندما يبقى وصول تلك المساعدة غير أكيد، وفي الوقت الذي يكون مرحبا به، من غير الحتمل أن يكون هذا الأمر كافيا.
نهج البصمة الواضحة يبدو منطقيا ولايزال يجدي نفعا. لكن ما يظهر الآن، بشكل خاص في أعقاب هجمات بنغازي، لا يبدو شبيه بنهج البصمة.
حان الوقت الآن لأن تتولى الولايات المتحدة القيادة لتنسيق ترتيب جديد متواضع لمستقبل ليبيا الأمني.
اخبار ليبيا اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق