طلبت تركيا بنبرة حادة من السفير الامريكي الخميس وقف تدخله في شؤونها الداخلية بعد توجيهه انتقادات حادة للنظام القضائي في البلاد؛ ما اثار خلافا بين الحليفين الاطلسيين.
وصرح نائب رئيس الوزراء بكير بوزداغ لوكالة الاناضول أنه «على السفراء الاهتمام بشؤونهم. عليهم الامتناع عن تقييمات تشكل تدخلا في القضاء والشؤون الداخلية لتركيا».
ففي مقابلة مع وسائل اعلام محلية انتقد السفير فرانسيس ريتشاردوني الثلاثاء «الشوائب» في الجهاز القضائي، متحدثا عن «توقيفات مطولة قبل المحاكمة وعدم الوضوح عند توجيه التهم وقلة الشفافية».
كما تطرق بشكل خاص الى سجن عدد كبير من العسكريين والشخصيات السياسية.
وقال ريتشاردوني: «لديكم قادتكم العسكريون الذين ائتمنوا على حماية هذه البلاد، قابعون خلف القضبان كأنهم ارهابيون»، مضيفا ان عددا من النواب لقي المصير نفسه.
وتابع: «لديكم نواب في البرلمان مسجونون منذ فترة طويلة، واحيانا بتهم غير واضحة».
واضاف: «لديكم اساتذة جامعيون، وطلاب احتجوا سلميا على زيادات الرسوم التعليمية خلف القضبان. عندما يؤدي جهاز قضائي الى هذه النتائج ويخلط بين هؤلاء الناس والارهابيين فإنه من الصعب على المحاكم الامريكية والاوروبية ان تماشيه».
واتت تصريحات ريتشاردوني الذي لم تكن علاقته جيدة مع السلطات منذ تعيينه في كانون الثاني 2011 بعد تفجير انتحاري امام السفارة الامريكية في انقرة الجمعة تبنته مجموعة يسارية متشددة مناهضة للامريكيين.
والتقى ريتشاردوني مسؤولا في الخارجية التركية، حيث استدعي الخميس نتيجة تعليقاته.
وقال مسؤول في السفارة الامريكية بعد اللقاء الذي فاق ساعتين في مقر الخارجية إن «نائب الوزير اعرب عن خيبة حكومته، حيال ما اعتبرته تدخلا في شؤون تركيا الداخلية».
واضاف ان السفير لفت «باحترام» الى اهمية تقدم تركيا بالنسبة الى حلفائها، و»حث على قراءة دقيقة للنص الكامل» للكلمة التي ألقاها واثارت المشكلة.
وكان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، حسين تشيليك اكد قبل الاجتماع ان السفير سيتلقى تحذيرا.
لكن مصدرا دبلوماسيا امريكياً اكد ان السفير طلب اللقاء؛ لأن البعثة الدبلوماسية «تجري اتصالات مكثفة ومنتظمة مع الحكومة التركية»، مؤكدا ان اجتماع الخميس «ليس خارجا عن المألوف».
ووجه السفير الامريكي رسالة اعتذار الى تشيليك بخصوص الجدل بحسب الاعلام المحلي، لكن السفارة نفت ان تكون وجهت رسالة مماثلة.
والسبت انتقد تشيليك السفير؛ لأنه «لم يتعلم ان يتجنب تجاوز حدوده» على الرغم من توجيه رئيس الوزراء تحذيرات له منذ تعيينه.
ووصف اردوغان ريتشاردوني بأنه «مبتدئ» بعد أن أثار مسألة الصحفيين المعارضين المسجونين في تركيا بعيد تعيينه.
السبيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق