استعادت ليبيا أجواء ثورة 17 شباط/فبراير 2011 حيث شهدت مدينة بنغازي مسيرة راجلة تحاكي التظاهرة التي شكلت الشرارة الأولى للثورة في ليبيا قبل عامين. وتخلد ليبيا الذكرى الثانية للثورة في ظل إجراءات أمنية مشددة منها قرار رئيس الحكومة علي زيدان إغلاق الحدود البرية مع تونس ومصر.
نظم الاف المحتفلين في مدينة بنغازي (شرق) مسيرة
راجلة تحاكي التظاهرة التي انطلقت في المدينة في 15 شباط/فبراير 2011
وكانت شرارة لثورة 17 شباط/فبراير التي انهت نظام معمر القذافي.
وانطلق المتظاهرون من امام مبنى مديرية امن بنغازي جنوب المدينة سيرا
بعد ان اوقدوا "شعلة الثورة" التي تناوب على حملها عدد من قدامى الرياضيين
الليبيين حتى وصولها الى ميدان التحرير بجانب محكمة شمال بنغازي.
وألغى زعماء جماعات تطالب بحكم ذاتي في شرق ليبيا
احتجاجا كانوا يعتزمون تنظيمه الجمعة خشية نشوب أعمال عنف مع خروج الآلاف
للشوارع للاحتفال بالذكرى الثانية لانطلاق الثورة.
وكانت الجماعات في بنغازي مهد الانتفاضة التي اندلعت عام 2011 وأطاحت بمعمر
القذافي استعدت لتنظيم مظاهرات حاشدة للمطالبة بتعزيز الأمن والاستثمار في
ثاني كبرى مدن ليبيا.
وقال الناشط زيد الرقاص إن الجميع يحملون سلاحا في بنغازي ولا تزال هناك حالة عامة من الفوضى والارتباك.
وأضاف أن من مسؤولية النشطاء تقليص الضرر إلى أدنى مستوى ممكن في المدينة ومن ثم فإنهم سيلزمون بيوتهم في 15 فبراير شباط.
وسيكون يوم الأحد المقبل هو الذكرى السنوية الثانية الفعلية لبداية
الانتفاضة المناوئة للقذافي لكن الاحتفالات ستبدأ الجمعة إحياء لذكرى
اعتقال محام معني بالدفاع عن حقوق الإنسان في بنغازي أشعل فتيل الاضطرابات
في البلاد.
وجرى تكريم المحامي فتحي تربل اليوم الجمعة بإيقاد شعلة حملها رياضيون في أنحاء المدينة.
وشقت عربات ترفع العلم الليبي وتذيع أغاني وطنية طريقها وسط زحام مروري
إلى ساحة المحكمة. وتجمع نحو ألفي شخص هناك يرددون شعارات مناهضة للحكومة
في الفترات الفاصلة بين الأغاني والكلمات الاحتفالية.
وقالت امرأة على منصة وسط تهليل الجمهور بصوت عال إن الليبيين فخورون بهذه الثورة لكن على بنغازي أن تدافع عن حقوقها وتطالب بها.
وكانت المشاعر مختلطة بين أولئك الذين يلوحون بالعلم الليبي بسعادة
وينشدون الأغاني الوطنية ورسموا العلم الليبي على وجههم وبين من يقفون
لمشاهدة الاحتفالات بهدوء.
وقال أحمد المجباري بينما الألعاب النارية تدوي فوق رأسه "أنا لا أحتفل
.. لا أحمل علما. أنا هنا للمطالبة بحقي.. من أجل الشرق ولوضع حد
للمركزية."
وعلى بعد أمتار قليلة خرجت إيمان بوقيقس الأستاذة في جامعة بنغازي لتحتفل.
وقالت إنها كانت تخشى وقوع شيء ما اليوم لكنها جاءت لتعبر عن سعادتها بالثورة وتحتفل مع الناس.
ويدعو كثير من الليبيين خاصة سكان الشرق مواطني البلاد إلى الخروج
بالشوارع للتعبير عن استيائهم من عجز الحكومة في طرابلس عن توفير الأمن
بنزع سلاح الميليشيات أو المضي لصياغة دستور جديد.
وفي بنغازي القاعدة التي جاءت منها قيادة الثورة أثناء الحرب في عام 2011 عطل العنف والاضطرابات الحياة اليومية.
وهناك دعوات في المنطقة التي تتركز فيها معظم ثروات البلاد النفطية للعودة
إلى هيكل سياسي اتحادي ومزيد من الاستقلال للأقاليم وهو نظام كان قائما في
ليبيا قبل استيلاء القذافي على السلطة في انقلاب عام 1969 .
وتواجه الجماعات الداعية للنظام الاتحادي انتقادات من الحكومة المركزية
والزعماء الدينيين ويتهمونها بالدعوة لفصل شرق ليبيا عن غربها وهو ما تنكره
تلك الجماعات.
وقال الرقاص إن وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة تصورهم على أنهم
خونة وإنه لو حدثت أي اضطرابات اليوم كانوا سيلامون عليها ومن ثم من الأفضل
ألا يخرجوا إلى الشارع.
ولكن بينما لم يخرج مؤيدو النظام الاتحادي كقوة منظمة كان الكثيرون ممن شاركوا في احتفالات اليوم متعاطفين معهم.
وقال ماجد المسماري "القائمون على السلطة في طرابلس يدفعوننا للخيار الاتحادي."
والقضية الأكثر أهمية هي الوضع الذي ستحصل عليه بنغازي في ليبيا الجديدة.
وعلى مشارف مكان المظاهرات وبينما كان الناس يتدفقون على ساحة المحكمة
كانت أصوات الطلقات تدوي في الهواء حيث دارت مواجهة بين جماعات من
المسلحين.
ويمثل الأمن مشكلة خاصة في بنغازي لما تشهده من أعمال العنف ضد الأجانب
واغتيال أفراد من الشرطة على يد جماعات إسلامية متشددة بشكل متكرر.
وفي إطار الإجراءات الأمنية المشددة المقرر اتخاذها مطلع الأسبوع قال
رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إنه سيتم إغلاق الحدود البرية مع تونس ومصر.
فرانس 24 -وكالات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق