المظاهرات التي تتواصل منذ أيام في مناطق مختلفة من الدولة المصرية لم
يكن لها تأثير واضح على حكام مصر الجدد من جماعة الإخوان المسلمين، رغم
أنها تعكس حالة الغضب من سياسة إدارة البلاد في ظل وضع اقتصادي متأزم بدرجة
جعلت بلد الأهرامات على حافة الانهيار الاقتصادي، وزادت من الانتقادات
الموجهة الى الجماعة والرئيس والحكومة.
"أنباء موسكو"
القاهرة ـ أشرف كمال
وقد سقط خلال الأيام السابقة
العشرات من القتلى والجرحى في الاشتباكات التي تدور بين المتظاهرين
الغاضبين وقوات الشرطة، وفي ظل تجاهل السلطة لمطالب المعارضة بتشكيل حكومة
إنقاذ وطني، وتقديم المسؤولين عن مقتل شباب الثورة للمحاكمة. فقد ارتفع سقف
المطالب إلى أن طرحت أمس الجمعة شعارات تردد بإسقاط النظام والرئيس الذي
ينتمي الى جماعة الإخوان المسلمين وظهرت دعوات إلى إجراء انتخابات رئاسية
مبكرة.
وخلال مظاهرات "جمعة الكرامة" التي انطلقت في أغلب محافظات مصر،
خاصة القاهرة التي شهدت مسيرات الى ميدان التحرير والى القصر الرئاسي
بمنطقة مصر الجديدة شرقا، ردد المتظاهرون وهم في طريقهم الى القصر الرئاسي
هتاف "علي القصر رايحين شهداء بالملايين" .
فيما لم يغب العنف الذي
اشتعل بين المتظاهرين وقوات الشرطة منذ أيام، عن مظاهرات أمس الجمعة والتي
استمرت الى وقت متأخر من الليل بين كر وفر في أشتباكات حادة عند القصر
الرئاسي بعد إزالة حاجز الأسلاك الشائكة وإلقاء زجاجات مولوتوف داخل القصر
وتكرار محاولات اقتحام قصر الحكم الأعلى في البلاد، رفضا لسياسة الإخوان.
وأعمال
العنف التي امتدت الى محافظات كثيرة أسفرت يوم أمس عن سقوط 161 جريحا بحسب
مصادر في وزارة الصحة المصرية، فيما اشتدت حدة العنف بين المتظاهرين وقوات
الأمن في محافظات الإسكندرية والغربية والشرقية وكفر الشيخ والمنوفية،
ووقعت اقتحامات لمؤسسات الدولة في عدد من المناطق.
وفي الإسكندرية،
أفاد شهود العيان أن قوات الأمن أغلقت طريق أبو قير بالإسكندرية، والمناطق
المؤدية لقسم شرطة سيدي جابر بعد اندلاع الاشتباكات بين قوات الأمن
والمتظاهرين، وحيث واصلت القوات إطلاق قنابل الغاز بكثافة لإخلاء منطقة
الاشتباكات بسيدي جابر، من المتظاهرين كما ألقت القبض على عدد منهم.
وفي
الغربية، أكد مدير الأمن اللواء حاتم عثمان أن الضابط الذي قام بإطلاق
طلقات من بندقية في طنطا والذي رصدته قناة "الحياة" الفضائية المصرية قد
أطلقها من سلاحه الشخصي وضرب منه نارا في الهواء. وعن وجود أشخاص يحملون
أسلحة بيضاء بجوار الضباط وأفراد الأمن ووصفوهم بأنهم بلطجية يساندون الأمن
قال:"مفيش بلطجية بتقف مع الداخلية"، مشيرا الى أن أقسام الشرطة ومديرية
الأمن ومركز كفر الزيات والمحافظة وقسم ثاني المحلة، تعرضت لهجوم أضطر
أمامه أفراد الأمن الى استخدام أسلحتهم الشخصية لصده.
وفي الشرقية،
مسقط رأس الرئيس محمد مرسي، فقد شهد محيط ديوان عام المحافظة ومنزل الرئيس
اشتباكات حادة بين المتظاهرين وقوات الأمن فيما حاول البعض اقتحام مقر حزب
الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وأطلقت عليهم الشرطة
وابلا من قنابل الغازل المسيل للدموع، كما قطع المتظاهرون الطريق المؤدي
الى مقر المحافظة، ودارت الإشتباكات مع قوات الأمن واستمرت حتى وقت متأخر
من الليل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق