قال الدبلوماسي الامريكي السابق توماس بيكرينج إن
أكثر ما صدمه اثناء دراسة الهجمات التي تعرضت لها البعثة الدبلوماسية
الامريكية في بنغازي بليبيا في العام الماضي تكرار تغيير العاملين والتردد
في رفع مستوى الاستعداد الأمني وعدم المبالاة بعشرات من الحوادث الامنية. وأضاف في مقابلة ان الوضع المؤقت للبعثة قاد إلى شكوك بشأن تقديم تمويل إضافي بما في ذلك الأمن.
واوفدت الولايات المتحدة بعثة دبلوماسية إلى المدينة الواقعة في
الشرق عقب الانتفاضة ضد الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في عام 2011. ورأس
بيكرينج الذي خدم كسفير في منطقة الشرق الأوسط وروسيا والهند لجنة تحقيق
في هجمات شنها متشددون في 11 سبتمبر أيلول الماضي في بنغازي أودت بحياة
السفير الامريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة امريكيين آخرين في مقر
البعثة وملحق قريب لوكالة المخابرات المركزية.
وقال بيكرينج في المقابلة التي جرت بمكتبه بواشنطن يوم الجمعة إن
المجمع الذي لقي فيه ستيفنز حتفه كان محصنا ضد هجمات بقنابل بدائية الصنع
وغير مجهز للتصدي لاقتحامه من جانب حشد من المهاجمين بلغ عددهم نحو 60. وذكر
ان المجمع لا يوفر الحماية اللازمة في حالة إضرام النار في المبني وطالب
بمزيد من الاهتمام بهذا الخطر في البعثات الدبلوماسية في المستقبل. وتوفي
ستيفنز ودبلوماسي اخر إثر استنشاق الدخان.
وشكلت وزارة الخارجية الامريكية قوة عمل لتنفيذ 29 توصية وردت في
تقرير لجنة التحقيق واوفدت فرقا لتقييم الاجراءات الامنية في 19 بعثة
امريكية في 13 دولة من أجل دراسة ميدانية للبعثات في بيئات تنطوي على مخاطر
بالغة. وذكر
بيكرينج أن الوزارة لديها خطة من ثلاثة محاور لمعالجة المشاكل الأمنية في
هذه المقار من خلال زيادة عدد افراد مشاة البحرية وعدد ضباط الأمن ضمن
البعثات الدبلوماسية ورفع التمويل للتعامل مع مشاكل البناء. وقال "اكتشفوا امورا يجب اصلاحها وان البرامج الثلاثة الرئيسية التي ننفذها تهدف لايجاد حل فوري لتلك المشاكل."
وكانت هجمات بنغازي محور جلسات للكونجرس والآن يهدد عدد من
الجمهوريين بعرقلة ترشيحات الرئيس باراك اوباما لشغل بعض المناصب الرفيعة
مالم يجر الكشف عن مزيد من المعلومات عن رد فعل الإدارة. وصدر تقرير لجنة التحقيق في ديسمبر - كانون
الأول وقبلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون جميع
التوصيات التي وردت فيه. ومن المتوقع ان يتابع جون كيري الذي خلف كلينتون
تنفيذ هذه التوصيات. واحدى النتائج العملية لتوصيات اللجنة استقالة أربعة من المسؤولين في وزارة الخارجية من مناصبهم.
وقال بيكرينج "كان جليا أن الصعوبة الأكبر تكمن في العاملين. نعتقد أن توصياتنا طبقت بالكامل."وبصفته دبلوماسيا محنكا ابدى بيكرينج دهشته من تكرار تغيير المسؤولين - الدبلوماسيين وضباط الأمن على حد سواء - في ليبيا.وقال
"خضع جميع المسؤولين في بنغازي لنظام الدور اذ خدموا لاقل من 40 يوما في
المتوسط وخدم كثيرون لمدة 30 يوما أو أقل مع تغييرات مماثلة في السفارة
الأمريكية في طرابلس."
وابدى بيكرينج دهشته من رد الفعل إزاء نحو 40 حادثة امنية استهدفت
اجانب في الفترة من أبريل نيسان إلى سبتمبر أيلول في بنغازي وقال نظر
إليها بصفة عامة على أنها غير ذات صلة لا كاجزاء من تهديد امني متنام.وتابع
بيكرينج "جرى فحص كل حادثة على حدة واستبعادها على اساس إنها لا تخص
الولايات المتحدة أو انها حدث استثنائي لان موظفا غاضبا ربما تورظ فيها."وقال انه لم يكن ثمة تقييم سليم لما بدا انه تصاعد مطرد وبطيء لعنف ضد للأجانب بوحي من اسلاميين متطرفين في بنغازي.كما ابدى انزعاجه من الصعوبة التي تعترض الموافقة على رفع مستوى الاستعداد الأمني.
المصدر: رويترز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق