يجتمع كل يوم العشرات من الناشطين السياسيين ومنظمات المجتمع المدني في
مدينة بنغازي للحوار حول ” تصحيح مسار الثورة ” .ومن خلال لقاءاتنا مع
هولاء الناشطين لديهم من الاسباب ما يجعلهم مصرين على تصحيح مسار هذه
الثورة كما أننا تحصلنا على اهم النقاط التي يتداولها هولاء الناشطين
السياسيين في هذا الحراك الديمقراطي . يشعر كل من شارك في ثورة 17 فبراير
بأن الثورة سرقت من فئة معينة واستأثرت بها وتحاول السيطرة على مفاصل
الدولة وقراراتها السيادية .هذه الفئة التي يتحدث عنها الوسط السياسي
الناشط في مدينة بنغازي معروفة والمقصود بها هم ما يسمونهم بالأسلاميين
وسنستعرض اهم المحطات التي لا نشك في انها ستؤدي الى صدام في نهاية الامر
اذا لم يفرمل الاسلاميين من اندفاعهم للسيطرة على السلطة واقصائهم للأخرين
.يقول الناشطين السياسيين الذين التقينا بهم وهم عكس ما تدعي القنوات
الموالية للاسلاميين بأنهم غير معروفين لسكان المدينة وحتى ليبيا فمن من
الليبيين في مدينة بنغازي لا يعرف عبدالسلام المسماري ومؤيد بوراوي وصلاح
جعوان والهام القطراني والصالحين وفرج العريبي ومصطفى الزايدي وحنان المقوب
وناجي حماد وعشرات غيرهم لا نستطيع انكار وجودهم وهم معروفين في مدينة
بنغازي ويلتقون بالأسلاميين يومياً ويتناقشون في الحراك الدائر وقد شاهدنا
نحن كوكالة اكثر من لقاء خاصةً في فندق ” تبيستي “: ويقول احد الناشطين
الذين يخشون من ” اسلمة ” الدولة على النهج السعودي الوهابي المتزمت الذي
يلغي الاخرين بحجة الدين ويقول :كلنا مسلمون فلماذا يزايد علينا هولاء بأسم
الدين .انا اصلي واصوم وافعل ما يفعله اي مسلم .فهل يحق لهولاء حكمنا بأسم
الدين .ويضيف نحن نرفض ذلك .وهذا حقنا في اختيار النظام الذي نريده
.لانريد اقصاء احد ولانريد أن نقصي احد.وتقول احدى الناشطات في احاديثها أن
الاسلاميين قتلوا اللواء ” عبد الفتاح يونس ” وهم من يعرقل قيام الجيش
الليبي ونحن ثرنا في 17 فبراير على ظلم القذافي ولن نستبدل ظلم القذافي
بظلم الاسلاميين .وتطالب الناشطة بالقصاص من قتلة الضباط والقياديين في
مدينة بنغازي “ولاتخفي اتهامها لقطر والاسلاميين بأنهم وراء حملة
الاغتيالات “.بينما يقول في احاديثه الذي سبق ان تعرض لمحاولة اغتيال نجا
منها بأعجوبة : نريد ان نكون دولة ذات سيادة “نؤمن بسيادة القانون ولسنا مع
الفوضى هولاء يقودوننا الى الفوضى تمهيداً لسيطرتهم على الدولة .بينما
يقول أحد الناشط ين وهواعلامي:أعتقد ان هناك دول وراء الموضوع ولا أقول سرً
اذا قلت ان القطريين يريدون السيطرة على ليبيا عبر اعوانهم الاسلاميين
.ولاكننا لن ننترك لهم السيطرة على بلادنا فببعد مقتل الالاف لن نسلم
بلادنا لا للقطريين ولاللسعوديين ولاغيرهم .كافحنا من أجل دولة وسنبنيها
بأذن الله .سيتواصل حراكنا الى النهاية ولن تكون ليبيا دولة ظلامية كما
يتمنى بعض العملاء .من قتل اللواء عبد الفتاح يونس اراد توجيه ضربة لليبيا
وللجيش الليبي ولثورة 17 فبراير وللأسف هم معروفين بالأسم لدى هذه الدولة
وسنطالب بالقصاص ضد كل من ارتكب وشوه هذه الثورة . ويضيف أحد الناشطين
الذين شاركوا في جمعة انقاذ بنغازي وجمعة بنغازي لن تموت :سأوجه رسالة
للمفتي والاخوان المسلمين والجماعات المتشددة مفادها :ليبيا ليست كأي دولة
ومهما فعلتم لن تستطيعوا السيطرة عليها نريد ليبيا دولة ديموقراطية لا
تدفعونا للصدام معكم فلستم اقوى من معمر القذافي ولاكتائبه وسيكون مصيركم
كمصير اي ظالم حاول التسلق على دماء شهداءنا وجرحانا ومفقودينا .هذه عينات
رصدناها في حراك هولاء الناشطين الذين أكدوا على سلمية خروجهم وقالوا أن كل
من سيحاول افساد الاحتجاجات السلمية هو ليس منا فنحن اهدافنا واضحة
“.ويقولون ان المطالب التي تؤسس لعودة الثورة لمسارها وقد تحصلنا على
بعضها: الغاء المركزية .تفعيل الجيش والشرطة وحل الكتائب المشرعنة والغير
مشرعنا. المطالبة بأسقاط المقريف عن رئاسة المؤتمر الوطني العام .تنحية
رئيس الاركان الذي فشل بأمتياز في تشكيل الجيش الوطني .عودة مؤسسات مدينة
بنغازي التي نقلها النظام السابق الى باقي المدن وحرم بنغازي ويعتبرون ان
هذا عقاب لا يجب ان يستمر .القصاص للذين قتلوا غدراً في مدينة بنغازي .وقف
تدخل بعض الدول في ليبيا ” قطر والسعودية “والزامها بأحترام ارادة الليبيين
.عدم تدخل المفتي في امور لاتخصه وقد يطالبون بالغاء ما يسمى بمنصب المفتي
وتغييره بهيئة لاتتبع لأي دولة خارجية .وقف عرقلة الحكومة من قبل الؤتمر
الوطني العام ” الاسلاميين داخل المؤتمر”.تشكيل هيئة من الضباط الذين
شاركوا في الثورة بدل رئيس الاركان المتهم بعرقلة بناء الجيش الليبي وادخال
كيانات بديلة عنه “يقصدون ما يسمى بالدروع “.محاسبة المجلس الوطني السابق
والحكومة السابقة عن الهدر المالي والفساد. هذه هي بعض النقاط التي تتم
مناقشتها في اجتماعات الناشطين .وسنستمر في سبر اراء الافرقاء الاخرين من
اسلاميين وغيرهم ايماناً منا بحق الرد .
وكالة عروس البحر للأنباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق