أنا شخصيا أكن كل احترام لأخي الدكتور فرج نجم ، ولكني قرأت له تعليقا
موجزا حول تصريحات هيكل الأخيرة ، ولفت نظري وقوع أخي فرج ، في نفس
المتوالية التي يدندن حولها كثير من المثقفين ويهش لها كثير من الساسة
اليوم ، وهي ( حرق ) جماعة الإخوان ، تاريخا وموروثا ،ورموزا ،….ورغم أن
المقال ، أشار باسلوب خفي ولطيف ، لخذلان الإخوان المسلمين للشعب الليبي في
جهاده !!! إلا أنه ذكرني بالسيل الهادر ، من الحملة الشرسة على هذه
الجماعة ، …
الدكتور فرج لا يخفي تحفظه وغضبه من (
الظلم ) الذي أوقعه هيكل على الليبيين ، ولكن الغريب ، أنه سلك نفس السلوك ،
وكرر نفس الخطأ العلمي الذي وقع فيه “هيكل” ، بل وقع في خطأ لا يليق بباحث
مبتدىء في الشؤون التاريخية ، فالقاعدة العلمية تقول : (عدم العلم بالشيء
ليس علما بعدمه ) فأخي فرج يصرح بأنه لم يعثر على بيان أو تصريح من الأزهر
والإخوان يناصرون فيه الشعب الليبي في جهاده ضد المستعمر !!!! إلا إن كانت
كلمة ( لم أعثر ) كافية عند الدكتور ، في توثيق الحقائق التاريخية ، ثم
استعمالها بهذه الطريقة، وفي هذا التوقيت ، واقحامها – بتكلف – بعيدا عن
سياق النص وسباقه !
في الحقيقة لا أريد قول كل مالدي حول هذا
الموضوع ، ولكن لي نصيحتان : الأولى انصحه بأن يتعب نفسه قليلا عند اطلاق
مثل هذه الكلمات ، احتراما لمكانته العلمية على أقل تقدير ، ويراجع وثائق
الجماعة وتصريحات مرشد الجماعة آنذاك ؛ الاستاذ حسن البنا- رحمه الله- لعله
يجد ما يصحح له هذه المعرفة الخاطئة ، أو يتمم له معرفته الناقصة ، بخاصة
وأن المسألة هي من التاريخ القريب جدا ، والخطأ فيها غير مغتفر عند
المتخصصين .
النصيحة الثانية : وهذا – والله – أكثر ما
يهمني ، ويقلقني في هذه المرحلة ، ……أن يراعي الظرف الذي تمر بها البلاد ،
ولا يصب الزيت على نار البغضاء التي يوقدها بعض الناس للإخوان ، وبسبب
الكم الكبير من التلفيق والتشويه والتزوير ، بل والكذب الصراح ، وأتمنى أن
يكون اختلاف الناس مع الإخوان في الفكر ، أو خلافاتهم الشخصية مع بعض
أفرادهم ، لا تنسيهم الإنصاف ، بخاصة وأن الوطن في أمس الحاجة لك يد تبنيه ،
فما بالك إن كانت تلك الأيادي أيادي متوضئة ، …. فالإخوان مجموعة من خيرة
رجال ليبيا ، ذاقو الكثير جدا من صنوف العذاب والتنكيل والقتل والتهجير ،
في سبيل دعوة الإسلام ، ورفع الظلم على الناس ،ومع كل هذا فهم بشر ؛يصيبون
ويخطئون ، ومعرفة ما في صدروهم رذيلة ذمها الشرع، و ادعاء معرفة نواياهم هي
صفة اختص بها عالم السر والنجوى – سبحانه – ولم يعطها لأحد من البشر .
أخيرا ، أنا أخاطب كل الناس ، وبخاصة
المثقفين منهم ، بالله عليكم قليل من الإنصاف ، ولا يجرمنكم ْ شَنَآنُ ”
الإخوان ” عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ
فإن أبيتم إلا الذبح : فليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته.
المنارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق