السبت، 19 يناير 2013

#ليبيا #ونيس_المبروك_الفسيي : إذا ذبحتم “الإخوان “… فليحد أحدكم شفرته ،وليرح ذبيحته

أنا شخصيا أكن كل احترام لأخي الدكتور فرج نجم ، ولكني قرأت له تعليقا موجزا حول تصريحات هيكل الأخيرة ، ولفت نظري وقوع أخي فرج ، في نفس المتوالية التي يدندن حولها كثير من المثقفين ويهش لها كثير من الساسة اليوم ، وهي ( حرق ) جماعة الإخوان ، تاريخا وموروثا ،ورموزا ،….ورغم أن المقال ، أشار باسلوب خفي ولطيف ، لخذلان الإخوان المسلمين للشعب الليبي في جهاده !!! إلا أنه ذكرني بالسيل الهادر ، من الحملة الشرسة على هذه الجماعة ، …
الدكتور فرج لا يخفي تحفظه وغضبه من ( الظلم ) الذي أوقعه هيكل على الليبيين ، ولكن الغريب ، أنه سلك نفس السلوك ، وكرر نفس الخطأ العلمي الذي وقع فيه “هيكل” ، بل وقع في خطأ لا يليق بباحث مبتدىء في الشؤون التاريخية ، فالقاعدة العلمية تقول : (عدم العلم بالشيء ليس علما بعدمه ) فأخي فرج يصرح بأنه لم يعثر على بيان أو تصريح من الأزهر والإخوان يناصرون فيه الشعب الليبي في جهاده ضد المستعمر !!!! إلا إن كانت كلمة ( لم أعثر ) كافية عند الدكتور ، في توثيق الحقائق التاريخية ، ثم استعمالها بهذه الطريقة، وفي هذا التوقيت ، واقحامها – بتكلف – بعيدا عن سياق النص وسباقه !
في الحقيقة لا أريد قول كل مالدي حول هذا الموضوع ، ولكن لي نصيحتان : الأولى انصحه بأن يتعب نفسه قليلا عند اطلاق مثل هذه الكلمات ، احتراما لمكانته العلمية على أقل تقدير ، ويراجع وثائق الجماعة وتصريحات مرشد الجماعة آنذاك ؛ الاستاذ حسن البنا- رحمه الله- لعله يجد ما يصحح له هذه المعرفة الخاطئة ، أو يتمم له معرفته الناقصة ، بخاصة وأن المسألة هي من التاريخ القريب جدا ، والخطأ فيها غير مغتفر عند المتخصصين .
النصيحة الثانية : وهذا – والله – أكثر ما يهمني ، ويقلقني في هذه المرحلة ، ……أن يراعي الظرف الذي تمر بها البلاد ، ولا يصب الزيت على نار البغضاء التي يوقدها بعض الناس للإخوان ، وبسبب الكم الكبير من التلفيق والتشويه والتزوير ، بل والكذب الصراح ، وأتمنى أن يكون اختلاف الناس مع الإخوان في الفكر ، أو خلافاتهم الشخصية مع بعض أفرادهم ، لا تنسيهم الإنصاف ، بخاصة وأن الوطن في أمس الحاجة لك يد تبنيه ، فما بالك إن كانت تلك الأيادي أيادي متوضئة ، …. فالإخوان مجموعة من خيرة رجال ليبيا ، ذاقو الكثير جدا من صنوف العذاب والتنكيل والقتل والتهجير ، في سبيل دعوة الإسلام ، ورفع الظلم على الناس ،ومع كل هذا فهم بشر ؛يصيبون ويخطئون ، ومعرفة ما في صدروهم رذيلة ذمها الشرع، و ادعاء معرفة نواياهم هي صفة اختص بها عالم السر والنجوى – سبحانه – ولم يعطها لأحد من البشر .
أخيرا ، أنا أخاطب كل الناس ، وبخاصة المثقفين منهم ، بالله عليكم قليل من الإنصاف ، ولا يجرمنكم ْ شَنَآنُ ” الإخوان ” عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ
فإن أبيتم إلا الذبح : فليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته.
المنارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق