الأمم المتحدة، 30\1\2013 (رويترز): قالت الأمم المتحدة إن
التدخل العسكري الفرنسي في مالي لمحاربة متشددين إسلاميين من الممكن أن
يزيد من الوضع الأمني “الخطير” في ليبيا تفاقما حيث استهدفت جماعات مسلحة
مسؤولي أمن ودبلوماسيين.
وقال طارق متري مبعوث الأمم المتحدة الخاص ورئيس بعثة الأمم
المتحدة في ليبيا إن الحكومة الليبية تواجه تحديا أمنيا خطيرا في شرق
البلاد حيث قتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين في سبتمبر أيلول.
وقال متري لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “ربما تزيد
معارضة جماعات مسلحة متشددة للتدخل العسكري في مالي من تفاقم الوضع في ظل
الانتماءات الايديولوجية أو العرقية أو كليهما وكذلك الحدود التي يسهل
اختراقها في ليبيا.”
ويقول خبراء أمن بالمنطقة إن ما
أشعل أزمة مالي عودة مقاتلين من ليبيا لديهم أسلحة كثيرة كانوا يعملون
يوما لدى الزعيم الراحل معمر القذافي ويتلقون أجورهم منه. وأطاح مقاتلون
بحكومة القذافي عام 2011 واعتقل وقتل.
وأدى وجود مسلحين سابقين كانوا يعملون لصالح القذافي ووفرة
السلاح على نطاق واسع خلال الصراع في ليبيا إلى تضخم حجم الجماعات
الإسلامية والانفصالية في مالي والتي شنت هجمات على جيش مالي في أوائل عام
2012 وسيطرت على شمال البلاد.
ويساور ليبيا القلق من انه في حالة عدم تأمين حدودها
الصحراوية الشاسعة سيحدث تدفق للأسلحة وسيعود مقاتلون من مالي ومقاتلون
إسلاميون أجانب ويعبرون حدودها قادمين من الجزائر في الوقت الذي يستمر فيه
هجوم عسكري بقيادة فرنسا في شمال مالي لاستعادة أراض من تنظيم القاعدة
ببلاد المغرب الإسلامي.
وقال متري “الأمن بامتداد الحدود الليبية ما زال مبعث قلق
رئيسيا في ظل القدرات الحالية المحدودة والأثر المحتمل لأحدث التطورات في
مالي… الوضع في الشرق يمثل تحديا حقيقيا للحكومة ويهدد بإعاقة محاولات
تأمين الاستقرار.”
ودعا وزير خارجية ليبيا مؤخرا إلى نشر قوات من الأمم المتحدة
في مالي لمنع مقاتلين طردوا من معاقلهم من زعزعة استقرار الدول المجاورة.
وأضاف “أكد مسؤولون ليبيون كبار التقيت بهم مؤخرا قلقهم من
الوضع في الشرق وتعهدوا بتوفير أمن أفضل للمجتمع الدبلوماسي ومواطني
بنغازي.”
وشهدت بنغازي مهد الانتفاضة ضد القذافي موجة من العنف ضد
دبلوماسيين وكذلك ضباط الجيش والشرطة بما في ذلك هجوم سبتمبر الذي أسفر عن
مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين.
كما حدث في بنغازي صراع على السلطة بين فصائل إسلامية عديدة.
ويقول مسؤولو مخابرات أمريكيون إن متشددين إسلاميين تربطهم صلة بتنظيم
القاعدة متورطون على الأرجح في الهجوم الذي وقع يوم 11 سبتمبر والذي استهدف
القنصلية الأمريكية في بنغازي.
وقال مصدر حكومي رفيع إن النيجر سمحت لطائرات الاستطلاع
الأمريكية بلا طيار بالتمركز على أراضيها لتحسين المعلومات المتعلقة
بالمقاتلين الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة في شمال مالي ومنطقة الصحراء
الكبرى على نطاق أكبر.
وفي الأسبوع الماضي حثت دول أوروبية مواطنيها على مغادرة
بنغازي وقالت بريطانيا إن هذا استنادا إلى خطر “محدد ووشيك” على الغربيين
بعد أيام من شن متشددين إسلاميين هجوما أسفر عن سقوط قتلى في الجزائر
المجاورة.
ولقي 38 رهينة على الأقل حتفهم في هجوم استهدف منشأة غاز إن
أمناس في الجزائر قرب الحدود الليبية في وقت سابق من الشهر الجاري. وقال
زعيم جزائري للقاعدة إنه جاء ردا على هجوم فرنسا على حلفائه في مالي.
وقال خبراء أمن إن التحذيرات الاوروبية المتعلقة ببنغازي ربما
كانت بسبب تهديدات من جماعات أغضبتها العملية الفرنسية في مالي أو ربما
تستلهم الهجوم الذي حدث في الجزائر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق