القاهرة،
مصر (CNN) -- أصبحت ظاهرة "الألتراس" مثار تساؤلات بالشارع المصري، فبجانب
أنها روابط تشجيعية تهدف لمناصرة فرقها الرياضية وخاصة بكرة القدم، فإنها
قد تمثل معادلة هامة على الساحة السياسية، حيث بدأت تظهر بفاعلية منذ ثورة
"25 يناير،" وبعض أحداث أخرى مؤثرة، آخرها إحياء ذكرى الثورة والمواجهات الحالية في بورسعيد.
وقال
الناقد الرياضي علاء عزت بمجلة الأهلي، أن اغلب القوى السياسية تسعى
لاستقطاب هذه الروابط الأكثر تنظيما وحماسا، حيث كان أول ظهور سياسي لها
بجمعة الغضب في 28 من يناير/كانون الثاني عام 2011، كما حاول عدد كبير من
مرشحي الرئاسة الدعاية لأنفسهم والظهور معهم عند اعتصامهم بشارع محمد محمود
بعد حادث بورسعيد.
وأوضح لـCNN بالعربية، بأن القوى السياسية فشلت في استقطابهم
حيث رفضوا الدخول بصراعات سياسية، كما يرى البعض أنهم الأكثر تنظيما
وتأثيرا بمواجهة حزب الحرية العدالة، كما أن تمويلهم يكون ذاتيا، ويستطيعون
جمع أموال طائلة من التبرعات بجانب بيع منتجات لهم.
وأشار لما أحدثته بعض مجموعات ألتراس الأهلي من شلل ببعض
المرافق الحيوية في البلاد قبل يومين من النطق بالحكم في مذبحة بورسعيد
التي راح ضحيتها 74 من مشجعي الأهلي، مثل وقفتهم الاحتجاجية على قضبان مترو
الأنفاق، و وتعطيل "كوبري 6 أكتوبر" الحيوي ووقفتهم أمام مقر البورصة، كما
ساهموا بجمع الكثير من الأدلة.
وحول ما يردده البعض بأن الحكم بمذبحة بورسعيد جاء مسيسا لمخاوف
من "الألتراس،" أوضح أن القاضي يحكم بما أمامه من أوراق وأدلة، مشيرا
بالمقارنة بنقض حكم المؤبد للرئيس السابق، حسني مبارك، في قضية قتل
المتظاهرين بعد انتفاض الشعب لمحاكمته ووزير الداخلية السابق حبيب العادلى.
وأضاف الناقد الرياضي أن ظاهرة "الالتراس" بدأت بأمريكا
اللاتينية وأوربا ثم صدرت لإفريقيا، وكان أول ظهور لها بشمال إفريقيا عن
طريق تونس و الجزائر ثم المغرب بتسعينيات القرن الماضي.
وذكر أن الظاهرة انتقلت لمصر عام 2006 عقب تنظيم كاس الأمم
الإفريقية، حيث شهدت ظهور مجموعة جماهير بزي وكيان موحد، أعقبها تأسيس أول
رابطة مشجعين للنادي الأهلي تم حلها عام 2008، لتحل بدلا منها مجموعات
"الألتراس" بنفس العام.
وأشار عزت إلى تكوين "ألتراس" الزمالك بعام 2009 تحت اسم
"التراس وايت نايتس"، ثم انتشار الظاهرة بجميع أندية مصر تحت مسميات
مختلفة، منها "دراغون" لنادي الإسماعيلي و"ألتراس" غرين إيجلز" لنادي
المصري البورسعيدي و"غرين ماجيك" الاتحاد السكندري.
وتابع بأن عدد أعضاء "ألتراس" النادي الأهلي المسجلين بالكشوف
الرسمية بالقاهرة وحدها 90 ألف عضو دون المنتسبين، وفى مصر كلها 360 ألف،
موزعين على مجموعات بالمدن بأفرع رسمية، وكل مجموعه لها ما يسمى "كابو"
يكون القائد لهم حيث يخضعون لقيادة موحدة.
وقال أن أشهر قيادات "ألتراس" الأهلي هم "أبو علي" و"عبدينيو"
وهو مشهور بـ"كابو المدرجات" ويتحكم في المشجعين، وأيضا أحمد إدريس،
المتحدث الرسمي، ونفس الوضع بالنسبة "لألتراس" نادي الزمالك، كما يتواصل
الأعضاء عبر "فيسبوك،" ولهم اجتماعات تعقد خلف النصب التذكاري بمدينة نصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق