اعلن رسميا في العاصمة السورية ان الرئيس بشار الاسد سيلقي الاحد كلمة
يتناول فيها “المستجدات في سوريا والمنطقة”، في حين افادت مصادر صحافية ان
الرئيس السوري قد يعرض في هذه الكلمة خطة للحل تستند الى خطة جنيف.
وقالت مصادر سورية رسمية “يلقي السيد الرئيس بشار الاسد قبل ظهر غد الاحد كلمة يتناول فيها آخر المستجدات في سوريا والمنطقة”.
وهي المرة الاولى التي يلقي فيها الاسد كلمة منذ الثالث من يونيو 2012
عندما تحدث لاكثر من ساعة امام مجلس الشعب السوري الذي انتخب في مايو من
العام نفسه.
وتأتي الكلمة التي سيلقيها الرئيس السوري وسط ازمة تعصف بالبلاد منذ 21
شهرا، وادت الى مقتل اكثر من 60 الف شخص بحسب ارقام الامم المتحدة.
وكانت مصادر لبنانية مقربة من دمشق وطهران، اوردت ان الاسد سيلقي كلمة
ستكون بمثابة “خطاب الحل”، ويقدم خلالها رؤيته لحل الازمة في البلاد، بشرط
الا يتم الاعتراض على ترشحه للانتخابات الرئاسية “مع مرشحين آخرين” لدى
انتهاء ولايته الحالية في العام 2014.
واشارت الى ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد نقل خلال زيارته
الاخيرة الى موسكو موافقة الاسد على “خارطة الحل المصطلح على تسميتها
جنيف-2، وبنودها التالية: وقف اطلاق النار، حضور مراقبين دوليين الى سوريا
للاشراف على تطبيقه، انشاء لجنة تأسيسية لتعديل الدستور، تأليف حكومة
وطنية، انتخاب مجلس نواب عبر انتخابات حرة بمراقبة دولية”.
وكان الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي قال بعد زيارته دمشق وموسكو نهاية
الشهر الماضي، ان لديه “مقترحا يمكن ان يتبناه المجتمع الدولي” لانهاء
الازمة ويستند الى اعلان جنيف في 30 يونيو الماضي.
واوضح الابراهيمي ان مقترحه يقوم على تأليف حكومة كاملة الصلاحية وخطوات تؤدي الى انتخابات رئاسية او برلمانية.
ونصت الخطة الانتقالية لمعالجة الازمة السورية التي اقرتها مجموعة العمل
حول سوريا (الدول الخمس الكبرى وتركيا ودول من الجامعة العربية) في يونيو
الماضي والتي عرفت باسم خطة جنيف، على تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل
الصلاحيات التنفيذية، وامكانية البدء بمراجعة للدستور، على ان تخضع هذه
المراجعة لموافقة الشعب، وتتبعها انتخابات حرة ومفتوحة امام جميع الاحزاب.
ولم يتطرق اتفاق جنيف الى مسألة بقاء الاسد في السلطة الى حين انتهاء
ولايته، بينما قال الابراهيمي ان الحكومة التي يقترح تأليفها تنتهي ولايتها
بإجراء “انتخابات اما رئاسية او برلمانية وارجح ان تكون برلمانية لان
السوريين سيرفضون النظام الرئاسي”.
في تركيا بدأت الاستعدادات العملانية لنشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ في تركيا.
وقال بيتر وودمانسي قائد الدفاع الصاروخي في القيادة الاميركية
الاوروبية للحلف لمصادر صحفية ان “نشر الصواريخ بدأ في وقت مبكر من صباح
اليوم في قاعدة انجرليك” الجوية، حيث هبط عدد من الطائرات “في وقت مبكر من
صباح اليوم (السبت) في وقت واحد مع طاقم متقدم لمدفعية الدفاع الجوي — وحدة
باتريوت –”.
ومن المقرر ان يصل في الايام المقبلة نحو 400 جندي وتجهيزات اضافية جوا،
الى تجهيزات اخرى سترسل بحرا وتصل في وقت لاحق من هذا الشهر. وسيتمركز
الاميركيون في قاعدة غازي عنتاب التي تبعد 50 كلم الى الشمال من الحدود
السورية.
وقال وودمانسي ان الفريق المكون من 23 شخصا “يدرس حاليا في الموقع
الاستعدادات التي يجب على الولايات المتحدة” القيام بها قبل وضع بطاريات
الصواريخ، لا سيما منها المتعلقة “بمتطلبات منطقة السكن والجوانب اللوجستية
والاتصالات ومسائل السلامة والجوانب العملية لحماية السكان”.
واعاد وودمانسي التأكيد ان “المهمة طبيعتها محض دفاعية”، وهي تأتي تلبية
لطلب تركيا نشر هذه البطاريات لحمايتها من اي تهديد محتمل من سوريا
الغارقة في نزاع مستمر منذ 21 شهرا تخلله توترات حدودية مع تركيا.
وفي غياب اي افق لحل النزاع، اعلنت مصر والسعودية تأييدهما “خروجا سلميا” للازمة المستمرة منذ 21 شهرا.
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مع نظيره
المصري محمد كامل عمرو في الرياض “في سوريا الخروج السلمي مطلوب ومرغوب
عربيا ودوليا، اما طريقة الخروج وشروط الخروج فتتوقف على الشعب السوري
نفسه”.
بدوره، قال الوزير المصري ان “الخروج السلمي اذا كان سيجنب المزيد من
اراقة الدماء فهو مرغوب ومطلوب انما في النهاية الشعب السوري هو من سيقرر
كيفية حل مشاكله وكيفية ترتيب اوضاعه”.
ولم يوضح الوزيران اللذان تدعو بلادهما الى رحيل الرئيس السوري بشار
الاسد، ما اذا “الخروج السلمي” يشمل مصير الاخير، وهو من ابرز نقاط الخلاف
بين طرفي الازمة.
ونقلت مصادر مصرية من القاهرة عن الوزير المصري قوله ان الهدف من زيارة
صالحي “تحريك مجموعة الاتصال حول سوريا”، في اشارة الى الاقتراح الذي قدمه
الرئيس المصري لانشاء هذه المجموعة المؤلفة من مصر وايران وتركيا والعربية
السعودية لمتابعة الوضع في سوريا.
وستكون الازمة السورية احد محاور زيارة وزير الخارجية الايراني علي اكبر
صالحي الى القاهرة التي تبدأ الاربعاء، ويلتقي خلالها الرئيس المصري محمد
مرسي ونظيره المصري .
كما سيلتقي الوزير الايراني الذي تدعم بلاده النظام السوري، الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قذيفة هاون سقطت صباح
السبت على حي باب توما المسيحي الواقع وسط مدينة دمشق القديمة، من دون
توافر تفاصيل اضافية.
من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية ان القذيفة سقطت “بالقرب من ساحة
جورج خوري” وادت الى اضرار مادية في الحي الذي شهد في 21 اكتوبر الماضي
تفجيرا بسيارة مفخخة ادى الى مقتل عشرة اشخاص على الاقل.
وتحدث المرصد السبت عن “دوي انفجار نتج عن عبوة ناسفة داخل سيارة في حي
ركن الدين” في شمال العاصمة. واظهر فيديو تم بثه على موقع يوتيوب، سيارة
تحترق وسط الطريق، من دون ان يتسبب انفجارها باضرار كبيرة.
وشهدت العاصمة والمناطق المحيطة بها في الاشهر الاخيرة تزايدا في
التفجيرات، وآخرها بسيارة مفخخة الخميس في حي مساكن برزة (شمال)، ما ادى
الى مقتل 11 شخصا.
في ريف دمشق، قال المرصد ان الطيران الحربي استهدف بلدة النشابية، بينما
طاول القصف المدفعي حرستا (شمال شرق) وشبعا وبيت سحم، وداريا (جنوب غرب)
حيث تدور اشتباكات في المدينة ومحيطها.
وتحاول القوات النظامية منذ مدة فرض سيطرتها الكاملة على داريا، وتستقدم
في شكل دائم تعزيزات لهذا الغرض. وتمكنت هذه القوات الجمعة من تعزيز
مواقعها، قبل ان تنسحب بعض آلياتها في اتجاه مطار المزة العسكري اثر
اشتباكات مع مقاتلين معارضين ليل الجمعة.
كذلك، تدور اشتباكات في مناطق واسعة من ريف دمشق، منها محيط ادارة
المركبات بين عربين وحرستا، وفي السيدة زينب وبلدة حجيرة البلد، وفي بساتين
عقربا اثر هجوم على حواجز للقوات النظامية في محيط المنطقة القريبة من
طريق مطار دمشق، بحسب المرصد.
في شمال البلاد، تحدث المرصد عن “اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب
المقاتلة والقوات النظامية في محيط اللواء 80 المسؤول عن حماية مطار حلب
الدولي”، والذي اقفلته السلطات الثلاثاء بسبب استهدافه بالقصف من مقاتلي
المعارضة.
وقال مصدر مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس السبت ان المطار “سيعاود
عمله اليوم”، مشيرا الى انه فتح الخميس قبل ان يغلق الجمعة “بسبب الضباب
الكثيف”.
واوضح المرصد ان اي طائرة لم تقلع من المطار منذ ايام حتى صباح اليوم السبت.
وسقط السبت 58 قتيلا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويقول
انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.
وكالة أنباء التضامن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق