الأحد، 13 يناير 2013

عنصر من درع #ليبيا يروي قصة اعتداء اللجنة الأمنية عليه وإصابته بطلق ناري في ساقه

جريح 4
روى الجريح في إحدى العمليات العسكرية لقوات درع ليبيا سالم سليمان الزايدي قصة إصابته بطلق ناري من قبل أحد القوات الأمنية في مدينة بنغازي.
وقال الزايدي “اتصل آمر السرية التي أنتمي إليها في قوات درع ليبيا عبد الله المهرك وأخبرني بشخص يحتجز تحت تهديد السلاح عددا من الممرضات والأطباء والمراجعين في مستشفى النفسية لأنه يريد حبوب مهدئة، تلقينا الاتصال وذهبنا نحن 5 أشخاص من أفراد السرية إلى مستشفى النفسية ودخلت أنا وزميلي أحمد برواق من خلال الصعود على نوافذ المستشفى حتى وصلت للطابق الثالث الذي يحتجز فيه الرهائن، لكن الشخص الذي كان يحتجز الرهائن انتبه إلى صديقي أحمد وأطلق عليه الرصاص فرمى نفسه من السور وسقط على كتفه وهو الآن يعاني من خلع في كتفه، أما أنا استطعت الدخول واتفقت مع الممرضين على عدم إشعاره باني اقتربت منه ثم رآني في نهاية الممر واعتقد أني من الرهائن ثم تقدمت إليه تدريجيا وكنت أستطيع الرماية عليه ولدي أمر بالرماية لكنّي لم أود قتل مؤمن، ثم بعدها بدأ محتجز الرهائن برميي بالرصاص فاتخذت ساترا في إحدى الغرف، وهربت منه ثم خدعته بإخباره أن ذخيرتي نفذت وبدأت بالرماية عليه وأصبته بـ 3 رصاصات في رجله ثم اعتقلته”.
وتابع الزايدي “وأنا أنزل به من السلّم رأيت أحد أفراد اللجنة الأمنية متخذا وضع الرماية ومصوبا نحوي، وهو قد تعرف عليّ شخصيا بسبب أني اعتقلته في السابق لأنه كان يسرق سيارات من مزرعة في منطقة الهواري فعندما رأيته رميت الشخص اللذي قبضت عليه وجريت هربا من الرصاص الذي أطلقه العنصر الأمني تجاهي وأصبت في ساقي (علمابأنني مرتدي اللباس العسكري وواضح أني من قوات الدرع) وبدأ جميع أفراد اللجنة برمي الرصاص نحوي، ثم صعدوا ووجدوني مرميا على الأرض ثم قرروا أن يأخذوا مني قطعتي السلاح الكلاشنكوف سلاحي وسلاح الشخص الذي كان يحتجز الرهائن، ولكن لم أعطهما ثم ضربوني وأنا مصاب وأخذوا مني قطعتي السلاح ثم جاء صديقه وتشاجر معه ليأخذ السلاح الذي اعتبراه غنيمة، ثم جاء من رمى علي وفتشني وسرق مني 420 دينارا كانت بحوزتي وأخذ مني مسدسي الشخصي، وفي تلك اللحظة جاء آمر السرية عبدالله المهرك وانتبه أنه يسرقني فضربه ومنعه من سرقة المسدس وقال له أتسرق شخصا مصابا؟؟ “.
وأضاف “عندما أصبت جاء إلي آمر اللجنة العليا سليم نبوس وقال لي مسكت الذي رماك بالرصاص وسوف يحاكم، ثم بعد فترة عرض علي 6 أشخاص لأتعرف على الذين ضربوني إن كانوا من بينهم، ولم أتعرف على أي من الذين عرضوا أمامي، في الوقت الذي صرح نبوس لوسائل الإعلام أنه عرض عليّ 36 شخصا من أفراد اللجة الأمنية، وهو الآن لا يود تسليم الشخص المطلوب الذي يعمل عنده، أما السلاح الذي أخذ مني فقال لا يوجد لدينا شيء، نحن لا نسرق الأسلحة”.
وتابع الزايدي “أنا شُتمت بألفاظ سيئة واعتدي على أهلي بالسب والشتم وضربت من أحد أفراد اللجنة العليا وأحدهم جاء يريد قتلي بالرصاص أثناء الحادثة، فأين هم الآن ؟ إنهم في بالشارع وأنا أعاني من إصابة منهم”.
وزاد “أما عن الشخص الذي اعتقلته فقيل إنه مختل عقليا ولكن المستشفى أرسل أوراقا أنه طبيعي وأنه يريد حبوب إدمان فقط”.
وأبدى الزايدي حزنه وأسفه لما وصلت إليه حالة في بلده قائلا “الشيء الذي أوجعني هو أن درع ليبيا يحمي المستشفيات وعندما أصبت لم تستقبلني أي مستشفى ليبي، بل كل مستشفى ترمينا إلى مستشفى أخرى”.
وقال الزايدي “ذهبت إلى تونس على حسابي وأخبرني الأطباء أني كنت على شفا الموت بسبب الجلطات التي وصلت إلى قلبي والرئتين وأخبروني أنه في ليبيا كان من المفترض أن يعطوني حقنة سيولة كي لا تحدث عندي الجلطة”.
واستطرد “وفي تونس حصلت مضاعفات لي من الجلطات ودخلت إلى غرفة العمليات وتم إجراء عملية زرع وريد، وحاليا أنا أعاني من رصاصة استقرت في جسدي ولم يستطيعوا إخراجها إضافة إلى أن عصب الساق اليسرى تالف ولا أستطيع تحريك ساقي والإحساس فيها ضعيف، وحاليا أنتظر التحام الوريد كي أتمكن من إجراء عملية أخرى، إذ قال لي الأطباء في تونس بعد شهرين لابد من إجراء عملية للعصب بعد شفاء الوريد، إذ يحتاج لعملية، ولكنهم اخبروني أن في تونس لا يمكنهم إخراج الرصاصة التي استقرت في مفصل الحوض، والتي تسبب لي آلاما شديدة لا تفارقني إلا بتناول عقار ترامادول والذي يعد من المسكنات التي تسبب الإدمان”.
وتابع الزايدي “لدي 4 أبناء وأعمل على إعالتهم وأنا الآن عاجز عن إطعامهم، وقد يتساءل أحدهم لماذا وضعت نفسي في هذا المكان فأقول لهم هو الحديث الشريف الذي دفعني لإنقاذ الرهائن إذ يقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ( عينان لا تمسهما النار .. عين بكت في سبيل الله وعين باتت تحرس في سبيل الله )، وعندما أصبت كنت فرحا لأنها في سبيل الله ولكن بعد أن أهملت قررت أن أترك كل شيء”.
وكالة أنباء التضامن 
محمد فركاش – بشار محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق