عاد الحزب الديمقراطي الحر المحافظ إلى السلطة في انتخابات أجريت يوم الأحد بعد ثلاثة أعوام من تعرضه لهزيمة نكراء مانحا رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي فرصة لتطبيق برنامجه الأمني المتشدد وسياسته الاقتصادية التي تعتمد نهجا إصلاحيا جذريا.
ومن شأن فوز الحزب الديمقراطي الحر أن يأتي بحكومة ملتزمة بموقف صارم في خلاف إقليمي مع الصين وتتبع سياسة مؤيدة للطاقة النووية على الرغم من كارثة فوكوشيما التي وقعت العام الماضي وسياسة نقدية تدعو لتيسير نقدي “غير محدود” وإنفاق ضخم لاحتواء الانكماش وكبح جماح الين القوي.
وأظهرت استطلاعات أجرتها محطات تلفزيونية كبرى لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع يوم الأحد فوز الحزب الديمقراطي الحر المحافظ بنحو 300 مقعد في مجلس النواب المؤلف من 480 عضوا في حين يتجه حليفه حزب كوميتو الجديد للفوز بنحو 30 مقعدا.
ويسهم حصول الحزبين على أغلبية الثلثين اللازمة لتجاوز مجلس المستشارين – وهو المجلس الأعلى في البرلمان الذي لا يتمتع فيه أي حزب بأغلبية ويمكنه أن يعرقل القوانين – في إنهاء الجمود السياسي الذى عانى منه ثالث أكبر اقتصاد في العالم منذ عام 2007.
وقال آبي في تصريحات بثها التلفزيون “نحتاج إلى التغلب على الأزمة التي تمر بها اليابان. تعهدنا بإخراج اليابان من الانكماش وتصحيح وضع الين القوي. الوضع خطير ولكننا نحتاج إلى القيام بذلك.”
وأضاف “الأمر نفسه ينطبق على الأمن القومي والدبلوماسية.”ومن المتوقع أن ينتخب البرلمان آبي رئيسا للوزراء في 26 ديسمبر.
وقال محللون إنه بينما دفعت الأسواق الين إلى مستوى أقل بالفعل وارتفعت أسعار الأسهم توقعا لفوز الحزب الديمقراطي الحر فإن البورصات قد تسجل مزيدا من الارتفاع وتقل قيمة الين إذا تم تأكيد فوز الحزب “بأغلبية ساحقة.”
وأكد كبار المسؤولين بالحزب الديمقراطي الحر وحزب كوميتو الجديد أن الحزبين سيشكلان تحالفا.
وقال الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر شيجيرو إيشيبا “الأساس بالطبع هو تشكيل تحالف بين الحزب الديمقراطي الحر وحزب كوميتو الجديد. ولكن إذا كانت هناك فرصة للتعاون مع حزب التجديد الياباني فإننا نحتاج لذلك” في إشارة إلى حزب يميني جديد يتوقع أن يحصل على نحو 46 مقعدا.”
وأضاف “أعتقد أن هناك مساحة للقيام بذلك في مجال الدفاع الوطني” في إشارة إلى التعاون مع حزب التجديد. وحزب كوميتو الجديد أكثر اعتدالا من الحزب الديمقراطي الحر في القضايا الأمنية.
وكشفت الاستطلاعات أن الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا سيحصل على 65 مقعدا فقط أي أكثر قليلا من خمس المقاعد التي حصل عليها في انتخابات 2009.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن كوهي اوتسوكا المسؤول التنفيذي بالحزب إنه سيتعين على نودا التخلي عن رئاسة الحزب على الأرجح بعد الهزيمة وفقد الكثير من كبار الأعضاء لمقاعدهم.
وقال آبي (58 عاما) “جزر سينكاكو هي أرض يابانية في الأساس” في إشارة إلى الجزر التي تطلق عليها الصين اسم دياويو.
وأضاف “أريد أن أبدي إصراري القوي على الحيلولة دون تغيير ذلك.”غير أنه أشار إلى عدم نيته العمل على زيادة تدهور العلاقات مع الصين.
وهنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس الوزراء الياباني السابق وأكد اهتمام واشنطن بالعمل مع حليفتها القديمة.
وقال أوباما في بيان “إن التحالف الأمريكي الياباني يمثل ركيزة السلام والرخاء في منطقة آسيا والمحيط الهادي وأتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع الحكومة المقبلة وشعب اليابان في مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية المهمة.”
وأبدى الناخبون خيبة أملهم في الحزب الديمقراطي الياباني الحاكم بزعامة نودا الذي جاء للسلطة في عام 2009 متعهدا بأن يولي المستهلكين اهتماما اكبر من الشركات وتقليص سيطرة الجهاز الحكومى على صنع القرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق