كتبها : يوسف الترهوني
الاربعاء 17 اكتوبر .. أشد الايام قصفا على بني وليد طيلة فترة تواجدي هناك واشدها علي ضغطا نفسيا .. منذ ساعات الصباح الأولى بدء صوت انفجار القذائف المتساقطة على المناطق الشرقية والجنوبية قصف متواصل بالاسلحة الثقيلة .. اوصلني الدكتور سالم الى الغرفة الإعلامية واصطحب بندقيته ورفاقه وقال انه سيذهب للجبهه .. انتقلت مع الفريق الى مستشفي المدينة الذي كان يعم بالفوضي والربكه لوصول عدد من المصابين وقتيل وا...
حد ( مقاتل ) حتى تلك الساعه وحين ذهبت لمشاهدة جثمانه ومعرفة سبب الوفاة وجدت زوجته تقوم بتوديعه انتظرناها حتى تخرج .. الكثير قال أن وفاته بسبب غاز تم استخدامه ولكن بعد ان شهدت بقعة دم أسفل رأسه اتضح انها صاباة فى الرأس نتيجة سقوط ادي الى كسر رقبته كما وضحت ذلك الممرضة .. كانت هناك عديد من حالات الاختناق تجاوزت 14 وهناك العديد من الحالات التى مزالت ترد كان كل المصابيين بحالات الختناق مقاتلين تم استخدام الاكسجين لإسعافهم بعضهم كان مصابا أيضا بشظايا وفى حالة هلوسة .. غادرنا المستشفي باتجاه منطقة الزعرة حيث قابلتنا فى الطريق سيارة مطافئ كانت تطفئ أحد المنازل الذي اصيب واشتعلت به نيران من الخارج كانت المقاتلين فى تلك الجبهة محتمين بالجبال وكانت الطبيعية الجغرافية للمنطقة تساعدهم كثيرا .. كانت القذائف تسقط فى مرمي عيناي صوّرنا المنزل وصاحبه .. عدنا للمدينة واخترنا جانبا اخر وهو جبهة فدراج او مايعرف بالكسّارة حيث كانت تلك المنطقة اكثر المناطق التى تشكل خطرا على المقاتلين داخل المدينة حيث أنها كانت ارض مفتوحة ومبسوطة عكس المناطق الاخري .. كان القصف اكثر قربا بل انه حتى اصوات الرشاشات كانت قريبة هناك شاهدت الدكتور سالم صدفة اشرت له بيدي وضحك لأنه لم يكن يتوقع وجودي فى هذا المكان .. كان النزوح كبيرا فى اتجاة وسط المدينة وشمالها .. قمت بمداخلتي فى نشرة الرابعة من هناك كان الناس فى حالة عصبية سيئة جراء قوة القصف وقوة الهجمة وبما أننى عرفت فى المدينة بأنى مراسل كانوا يوجّهون لى اللوم عن مايجري وهل هذه هي فبراير !! .. شعرت بضغط اكبر عدت الى الغرفة الاعلامية هناك وجدت الاستاذة أمنة تخيخ عضو المؤتمر الوطني عن بني وليد .. بعد المداخلة اتصال من القناة للإستيضاح اكثر وبعد ان وصفت لهم الصورة طلبوا منى مغادرة المدينة فى أقرب فرصة تتوفر فيها طريق آمن .. عدنا للمستشفي كانت الحالات ترد وأثناء دخولى اراد بعضهم منعي وهجمت من بعض الموجدين دافع عني البعض الاخر ومكنني من الدخول كنت اتفهم الحالة النفسية التى يمرون بها .. عدنا للغرفة الإعلامية وكان الشباب هناك يذخرون بنادقهم .. اتصل بي قريب احد موظفي القناة وصطحبني الى بيته حيث يقع فى الجهة الشمالية بعد الجسر فى منطقة الحصنة جلسنا امام البيت وكان الوادي يفصل بيننا وبين الجزء الاخر من المدينة والذي كانت القذائف تتساقط عليه انقطع الكهرباء عن اجزاء كبيرة من المدينة بعد غروب الشمس عاد الكهرباء واعاد معه الهدوء فقد توقف القصف .. لم أعد اعرف ماذا حدث للدكتور سالم واين مكانه .. اتصل بي بعد نصف ساعة طلبا مني تحديد مكاني جاء واصطحبني الى بيته .. حدثته عن ما حدث لى فى المستشفي وأنني سأغادر فى أقرب فرصة .. قال يجب ان تتفهم وضع الناس وحالتهم النفسية فهم يفقدون اقاربهم ويرون بأن اصدقائهم واسرهم فى خطر وخصوصا ان الهجوم كان عنيفا هذا اليوم .. ونصحني بان لا اخرج شعار القناة واعتمد على المداخلات الصوتية حتى تؤمن طريق خروجك .. وتحدث عن معركة اليوم قال بأنهم تمكنوا من رد القوة الا أنها سيطرت على منطقتي اشيميخ وتيناناي .. ليلا تجمع عدد من المقاتلين وتحدثوا عن معركة اليوم بعدها لحظات جائهم اتصال يبلغهم بان أحد أصدقائهم المفقودين فى اشتباكات اليوم عثر على جثمانه بعد ان تم إعدامه ميدانيا وأتذكر أن اسمه كان الفرجاني ..
الخميس 18 اكتوبر ... صباحا جائني اتصال من احد الاصدقاء من طرابلس قال بأن المقريف سيتجه الى بني وليد على راس قوة نظامية ووحدات من الجيش الوطني سيستلمون الامور فى المدينة وانه بإمكاني الخروج معاهم .. جاء احد شباب بني وليد ليبلغني نفس المعلومة حقيقة استغربت الخبروخصوصا بعد القصف العنيف فى اليوم السابق والذي يؤكد بأنه لا حل سلمي لهذه القضية .. عاد الهجوم مع قصف متقطع وبسيط ومحاولة تقدم وفعلا تمكنت القوة المحاصرة للمدينة من الدخول حتى منطقة الاساحقة التى تبعد 10 كيلومتر عن وسط المدينة .. إلتقيت ببعض المقاتلين اكنت معنوياتهم متراجعة مقارنة بالايام الماضية وهم حائرون .. كانت الاتصالات متتابعةمن القناة ومن بعض الاصدقاء ومازالت المحاولات جارية للبحث عن وجود مخرج آمن .. وخصوصا أنه كان من الواضح بان وسط المدينة سيكون مسرحا لعمليات واشتباكات عنيفة .. اقتربت الشمس من الغروب جاءت معلومات عن محاصرة القوة التى دخلت لمنطقة الاساحقة بعد كمين مخطط وحدثت اشتباكات نتج عنها اصابات وقتله فى طرف القوة المحاصرة للمدينة ..وتمكنوا من ارجاعها لمواقعها الاولي بعد وورود هذه المعلومات خرج عدد من اهالى بني وليد الى وسط فى المدينة مع استخدام منبهات السيارات كنوع من الفرح الناتج عن رد القوة كانت ايضا هناك نساء وعجائز واطفال خرجوا للسير على اقدامهم مع هتاف لبني وليد .. طبعا كنت كشخص عادي كان هناك فى هذه المسيرة من يرفع علم الإستقلال !! .. حقيقة لم أعد استوعب وأفهم مايحدث اذا كانت المدينة تقصف وتهاجم لإعادتها لشرعية الدولة الوليدة فلما يرفع هؤلاء علم الاستقلال !! واذا كانت تلك القوة المحاصرة للمدينة قوة رسمية وتتبع لرئاسة الاركان والجيش الوطني فلما لم تلتزم بإيقاف العمليات العسكرية اثناء المفاوضات والمساعي السلمية !! فعلا هذه المتناقضات لم استوعبه حتى الان ..
أذان المغرب اتجهنا شمالا بإتجاه المدخل الشمالي علّني اجد سيارة للخروج اقتربنا من جهة مصنع الاعلاف آخر بوابة قال المقاتلون بأن هناك راجمة تقدمت واطلقت عدة قذائف بإتجاههم وأن الطريق غير آمن عدنا للبيت مجددا ليلا كانت الكلمة المسجلة للسيد محمد المقريف بخصوص الاحداث فى بني وليد والتى من خلالها أعطي الإيعاز بأستكمال العمليات العسكرية على المدينة والتى لم تتوقف اساسا تحدث عن آسفه على سقوط المدنيين ..
الجزء التالي اخر الاجزاء وفيه سأتحدث عن اخر يوم وعن كيفية الخروج
الخميس 18 اكتوبر ... صباحا جائني اتصال من احد الاصدقاء من طرابلس قال بأن المقريف سيتجه الى بني وليد على راس قوة نظامية ووحدات من الجيش الوطني سيستلمون الامور فى المدينة وانه بإمكاني الخروج معاهم .. جاء احد شباب بني وليد ليبلغني نفس المعلومة حقيقة استغربت الخبروخصوصا بعد القصف العنيف فى اليوم السابق والذي يؤكد بأنه لا حل سلمي لهذه القضية .. عاد الهجوم مع قصف متقطع وبسيط ومحاولة تقدم وفعلا تمكنت القوة المحاصرة للمدينة من الدخول حتى منطقة الاساحقة التى تبعد 10 كيلومتر عن وسط المدينة .. إلتقيت ببعض المقاتلين اكنت معنوياتهم متراجعة مقارنة بالايام الماضية وهم حائرون .. كانت الاتصالات متتابعةمن القناة ومن بعض الاصدقاء ومازالت المحاولات جارية للبحث عن وجود مخرج آمن .. وخصوصا أنه كان من الواضح بان وسط المدينة سيكون مسرحا لعمليات واشتباكات عنيفة .. اقتربت الشمس من الغروب جاءت معلومات عن محاصرة القوة التى دخلت لمنطقة الاساحقة بعد كمين مخطط وحدثت اشتباكات نتج عنها اصابات وقتله فى طرف القوة المحاصرة للمدينة ..وتمكنوا من ارجاعها لمواقعها الاولي بعد وورود هذه المعلومات خرج عدد من اهالى بني وليد الى وسط فى المدينة مع استخدام منبهات السيارات كنوع من الفرح الناتج عن رد القوة كانت ايضا هناك نساء وعجائز واطفال خرجوا للسير على اقدامهم مع هتاف لبني وليد .. طبعا كنت كشخص عادي كان هناك فى هذه المسيرة من يرفع علم الإستقلال !! .. حقيقة لم أعد استوعب وأفهم مايحدث اذا كانت المدينة تقصف وتهاجم لإعادتها لشرعية الدولة الوليدة فلما يرفع هؤلاء علم الاستقلال !! واذا كانت تلك القوة المحاصرة للمدينة قوة رسمية وتتبع لرئاسة الاركان والجيش الوطني فلما لم تلتزم بإيقاف العمليات العسكرية اثناء المفاوضات والمساعي السلمية !! فعلا هذه المتناقضات لم استوعبه حتى الان ..
أذان المغرب اتجهنا شمالا بإتجاه المدخل الشمالي علّني اجد سيارة للخروج اقتربنا من جهة مصنع الاعلاف آخر بوابة قال المقاتلون بأن هناك راجمة تقدمت واطلقت عدة قذائف بإتجاههم وأن الطريق غير آمن عدنا للبيت مجددا ليلا كانت الكلمة المسجلة للسيد محمد المقريف بخصوص الاحداث فى بني وليد والتى من خلالها أعطي الإيعاز بأستكمال العمليات العسكرية على المدينة والتى لم تتوقف اساسا تحدث عن آسفه على سقوط المدنيين ..
الجزء التالي اخر الاجزاء وفيه سأتحدث عن اخر يوم وعن كيفية الخروج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق